كتاب

ماذا فعلت البنوك البنغلاديشية؟!

أتاني سائقي البنغلاديشي فَرِحاً لا يسعه الفرح، ومن يراه يُوقِنُ أنّ الإنسان يحتاج للفرح في كلّ محطّات حياته، فمرحباً مليون بالفرح، ووداعاً للهمّ والحزن.

ومن باب الفضول الذي ينتاب الكُتّاب الصحفيين سألته عن سبب فرحه، فأجاب أنّ بلاده تشهد حزمة من المساعدات التي صُمِّمَت بعناية لمصلحة المواطنين البنغلاديشيين بمن في ذلك المغتربون الذين يعملون خارج بنغلاديش.


فطلبتُ منه أمثلة لذلك، فقال أنّ البنوك البنغلاديشية وبتنسيق كامل مع حكومتها صارت تُقدّر التحويلات المليارية التي يُحوّلها لها المغتربون البنغلاديشيون المقيمون في المملكة في الطريق لأيدي ذويهم -وعدد المغتربين بالمناسبة هو مليون و٣٠٠ ألف- فقرّرت مكافأتهم عليها بأن تمنح باسمهم لذوي الراغبين منهم هناك قروضاً بلا فوائد يبلغ حدّها الأعلى ٣٥ ألف ريال سعودي أو مليون تاكا بنغلاديشي تقريباً، وأنّ المغتربين الذين يُتوفّون خارج بنغلاديش سيُمنح ذووهم معونتين ماليتان عاجلتان هما ١٢٥٠٠ ريال سعودي أو ٣٥٠ ألف تاكا بنغلاديشي لتغطية نفقات الدفن والعزاء، و٧٠ ألف ريال سعودي أو ٢ مليون تاكا بنغلاديشي تعويضاً لذوي المغتربين في حالة الوفاة.

وما يهمّني هو أمران: الفرح بأنّ بلادنا ولله الحمد مُباركة، منذ دعوة إبراهيم عليه السلام حتّى يوم القيامة، فعمل المغتربين البنغلاديشيين في المملكة يجرّ إليهم خيرات كثيرة هم وذويهم هناك، وليس البنغلاديشيون فقط بل كلّ الأجناس من كافة الأصقاع.


أمّا الأمر الثاني فهو مساهمة البنوك البنغلاديشية المميزة في ذلك، ممّا تتناسب طردياً مع فوائدها الكبيرة من التحويلات، وهذا هو مربط الفرس أو بيت القصيد، إذ متى تستشعر بنوكنا السعودية أهمية وضرورة تحسين وزيادة مساهماتها المجتمعية لصالح عملائها المواطنين، بسبب ودائعهم التريلونية التي يودعونها في خزائنها؟ وممارسة كلّ معاملاتهم المالية من خلالها؟ واستفادتها هي منهم بأضعاف أضعاف ما تستفيد البنوك البنغلاديشية من مواطنيها؟ فإن فعلت بنوكنا ذلك فهذا ليس مِنّة منها، بل ردّ جميل وواجب وطني نبيل يفتقدهما مجتمعنا، وهو يصبّ أولاً وأخيراً إذا ما تحقّق لمصلحة الوطن الحبيب.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»