كتاب

زواج بلا رجولة!!

أصبحت أوضاعنا الاجتماعية، وللأسف، وبسبب زواج المسيار، محلّ سخرية واسعة على لسان الكثيرين، حتّى على لسان وكالات صحفية مُحترمة مثل وكالة الصحافة الفرنسية التي نشرت تحقيقاً مُثيراً قبل حوالي سنة عن زواج المسيار، وقالت: إنّه ينتشر في أوساطنا، وأنّه زواج بلا قيود تقليدية، وينتشر بوتيرة كبيرة ومتسارعة، وهو علاقة قانونية تتنازل فيها الزوجة عن بعض حقوق الزواج التقليدية مثل السكن مع الزوج وتحمّله للمصاريف، وما زال ظاهرة مُغلّفة بالخجل والسريّة، ويُنظر إليه كطريق وسطي بين الزواج التقليدي وحياة العزوبية، بما يتيح للرجال تعدّد الزيجات بدون إشهار وضغوط إعالة أسرة ثانية، ولم يعد منتشراً بين الرجال السعوديين فقط بل هرع على آثارهم الرجال الأجانب المقيمون في السعودية، ممّن يتزوجون مسياراً قائلين إنّه زواج رخيص وليس فيه التزامات!.

وحسب الوكالة فإنّ مواطناً سعودياً لا زادنا الله من أمثاله، قد تزوّج مسياراً أحد عشر مرّة، أكرّر ولكن بالأرقام (١١) مرّة، يُطلّق ويتزوّج أخرى، ثم يُطلّق ويتزوّج أخرى، وهكذا، وكأنّ بنات النّاس لُعبة باربي رخيصة بين يديه!.


وأنا سبق وأن كتبْتُ ناقداً لزواج المسيار، رغم شرعيته، وأكرّر هنا للمرّة التسعطعشر أنّني لَسْتُ فقيهاً ولا مُفْتِياً، ولا أحلّل ولا أحرّم، ولكنّي أعتقد أنّ زواج المسيار هو زواج غير كامل الرجولة، بل قليل الرجولة وربّما خالي ومنزوعاً منها، بمعنى أنّ الرجل الذي يتزوج مسياراً وبالسرّ عن زوجته الأولى وعن بقيّة أهله لا يرجح وزنُه على ميزان الرجولة، ويصبح خفيفاً مثل ريشة الدجاج وليس ثقيلاً مثل الأسد، مع احترامي لجميع الرجال!.

وأجدني أطالب بتدخّل الجهات المعنية لمعالجة هذه الظاهرة السلبية، كي لا يكون هذا الزواج مفسدة أكثر منه مصلحة، طالما لم يكن لهؤلاء الرجال رغبة في تحوّلهم لرجال كاملين، وفي تحويل زواجاتهم المسيارية إلى زواجات ذات مسؤولية كاملة وليس رِفْقة سُرعان ما تنتهي، وتأسيس أُسَر حقيقية تعيش تحت خيمة الوطن المرتكزة على أوتاد قوية خيرٌ من زواج مسيار أعرج لا يدوم ولو بعُكّاز.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني