كتاب

من «المشاعيل» إلى السوشيال ميديا..!!

.. جدلية رؤية الهلال بالعين المجردة «الرؤية البصرية» أو المراصد والحسابات الفلكية ظلت لفترة تتكرر في كل عام..

ثم بعد ذلك حلت اللجنة العلمية هذه الجدلية، وكان من الطبيعي أن يحدث هذا في ظل التطور التقني والعلمي..

الحل كان توافقيًا إلى حد «ما»، وهو الترائي سواء كان بالعين المجردة، أو من خلال التلسكوبات والمناظير والمراصد، مع عدم اللجوء إلى الحسابات الفلكية..

ولدينا الآن عشرة مراصد للترائي، ولدينا تلسكوبات ضخمة، ولدينا أيضًا كاميرات حرارية عالية الدقة تتبع الهلال من ساعات النهار الأولى وحتى ساعات الغروب المتأخرة..

*****

.. وقديمًا كانت الإشكالية الأخرى، كيف يتم الإعلام بثبوت الرؤية في زمن غاب عنه الإعلام؟ في الحواضر لا إشكالية سواء عن طريق المدافع أو التواصل المباشر..

أما في القرى والأرياف وهجر الصحراء، فكانوا يلجأون الى أكثر من طريقة، ومنها بعث من يسمون بـ»المناديب» على الإبل يطوفون البوادي والهجر.. وهناك استخدام البنادق، فمع وصول أول مندوب إلى أول مكان يطلق أهل القرية أو الهجرة البنادق إعلامًا بثبوت رؤية الهلال، وتتوالى القرى والهجر في إطلاق بنادقهم حتى يعم الخبر كل الأرجاء..

*****

.. وفي بعض المناطق كالجنوب، يستخدمون «المشاعيل» أو «المشعال»، وهو عبارة عن كوم كبير من الحطب والخشب والأشجار يجمعه كل أهل القرية غالبًا من الرجال والنساء وحتى الصغار على مدار أسبوعين تقريبًا، ويجعلونه على رؤوس الجبال، وعند ثبوت الرؤية يشعلون المشعال، ثم كل قرية تواليهم «تشب مشعالها»، وهكذا تتقاطر «المشاعيل» حتى يسري الخبر، ويصاحب ذلك أيضًا استخدام البنادق..

*****

.. اليوم في زمن الثورة الرقمية والسوشيال ميديا، أنت تعيش أدق التفاصيل حتى من قبل إعلان الثبوت أو التعذر..!!

*****

.. اختفت المشاعيل

وغابت وجوه وأسماء وحكايات

وبقي من ذاكرة الزمن الجميل مشهد شغف عيون الرائين لعناق الهلال وافياء الساحات والأرياع واصيل المرقاب ووهج المشاعيل ورائحةالبارود و ' لمة ' البيوت وفرح ' ليلة التراءي ' واهازيج الجلاس ...!!



*****

.. بقي أن أقول:

جميل كل هذا (الكم) من رسائل التهاني التي تصلنا، لا تتضايقوا منها، فالشعور بمن حولك أجمل ألف مرة من حرمان هذا الشعور..

عتبي فقط على من يمرر ذات الرسائل المكرورة، أكتب مشاعرك أنت ولو سطرًا واحدًا، وعتبي الأكبر على من يراسل والديه وأهله وذوي رحمه، فكل «الأبجدية» لا تفي عن حميمية الصوت...!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني