كتاب

خطرات فكر

خطرات فكر
باعدت القراءة -هوايتي المفضلة على سائر الهوايات- بيني وبين أي هواية أخرى، وضحيت في سبيل تنميتها مادياً ووقتياً وأسرياً، ما الله به عليم، وما كنت نادماً على ذلك؛ لأنها عوضتني عن سني الدراسة التي فقدتها في المراحل الأُولى من حياتي، وكوّنت من خلالها مكتبة خاصة ضمت بين جنباتها العديد من أمهات الكتب وغيرها من الكتب متنوعة المشارب، وظلت وما زالت مرجعاً أساسياً لي في البحث والمطالعة وقضاء وقت الفراغ.

وكلنا ندرك ما للقراءة من فوائد جمة، عادت وتعود على هواتها بمكاسب عديدة منها:


- الغوص في شتى العلوم والآداب والثقافة القديم منها والحديث.

- تعتبر بمثابة جامعة تخرج فيها العديد من جهابذة القول وأعلام الثقافة والفنون.


- أهّلت العديد ممن حالت ظروفهم الحياتية من إكمال دراساتهم النظامية بما اكتنزوه خلالها من علوم ومعارف وثقافات متنوعة.

وبمناسبة الحديث عن القراءة وجدواها في حياة الإنسان قديماً وحديثاً، وكواحد ممن تيّمه حبها منذ الصغر، وكانت وما زالت هوايته المفضلة دون غيرها من الهوايات الأخرى فإنني أذكر هنا موقفين مررت بهما في بداية حياتي وما زلت أذكرهما كان للقراءة دورها الإيجابي فيهما أولها أفرحني والآخر أحرجني.. الأول: أنني كنت مولعاً بمتابعة المسابقات التي تظهر في الصحف والقنوات الإذاعية والتلفازية، وفي أحد برامج القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (هنا لندن) استمعت ذات مساء إلى سؤال وُجه لمستمعي البرنامج مضمونه: (هات بيت شعر قيل في أحرج موقف) فتذكرت إحدى قصائد فارس بني عبس عنترة بن شداد، وهو في حومة الوغى وقرع السيوف يصف فيها ابنة عمه عبلة ومنها قوله:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل منيوبيض الهند تقطر من دميفوددت تقبيل السيوف لأنهالمعت كبارق ثغرك المتبسم

وشاركت بها ونلت جائزة البرنامج، وهي عبارة عن جهاز راديو فليبس مقاس وسط، وكنت فخوراً بهذا الفوز لصدوره من إذاعة دولية، والتهاني التي تلقيتها من زملائي ورفاق دربي، ما شجعني على متابعة المسابقات لكنني كنت ضعيف الحظ بالفوز في معظمها رغم مشاركاتي العديدة!

والموقف الآخر: أنني دعيت ذات ليلة لحضور مناسبة لدى بعض المحبين، وكان معظم المدعوين إليها من علية القوم وكبار المسؤولين، وكالعادة يبقى بعض المدعوين بعد العشاء للمشاركة في لعبة البلوت، فناداني صاحب الدعوة للمشاركة فاعتذرت بحجة عدم إجادتي لها، وعلمت أنه فسر اعتذاري بأنها من اللعب المحرمة، وهو تفسير يخالف موقفي تجاه هذه اللعبة التي أعتبرها لعبة دولية وتدخل ضمن اللعب المباحة، بدليل أنه أقيم مهرجان للبلوت هذا العام ضمن فعاليات موسم الرياض شارك فيه العديد من هواة هذه اللعبة رجالاً ونساءً ومنحت خلاله الجوائز للمبرزين فيها.

* خاتمة:

القراءة غذاء للفكر، ومنطلقاً للعبقرية، تكسب هواتها استثمار وقت الفراغ ومحاربة اللهو وضياع الوقت.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!