كتاب

٩٠ ٪ + ١٠ ٪ التوطين المنشود

أسعدتني مشاهدة مقطع الفيديو الذي يُصوِّر قيادات بعض الجهات الأمنية وهم في حملة مراقبة وتفتيش لحلقة الأغنام في جدّة، وتغريم الوافدين العاملين لمخالفتهم قرار توطين المِهَن في الحلقة.

وليست سعادتي نابعة من منع الأجانب بقدر ما هي نابعة من إتاحة الفرص للمواطنين العاطلين عن العمل، فمعذرةً من وافدينا وبالتوفيق لمواطنينا.


وهكذا حملات هي ضرورية لإنجاح قرار توطين المِهَن في الحلقات، والأكثر فائدة منها هو استمرارها، وليس انقطاعها أو جعلها موسمية في السنة حسنة، فما إن تنتهي الحملة الواحدة حتّى يعود الوافدون إلى الحلقة أسراباً، وتعود حليمة لعادتها القديمة، وكأنّك يا أبا زيد ما غزيْت!.

وليست حلقة الأغنام هي وحدها التي تحتاج لحملات واستمرارية، بل هناك حلقات الخضار والفاكهة التي يرتع فيها الوافدون بلا حسيب ولا رقيب، وهي الأكثر في فرص المِهَن، والأكثر في الارتياد من قبل المُستهلِكين!.


ومن حُسْن حظّي أنّ صديقي، الأستاذ منصور القرني، يسكن بجوار حلقة الخضار والفاكهة بجدّة، ويُزوّدني بأخبار الوافدين المُخالِفين لقرار التوطين، ومعظمهم من جنسية عربية، وحرصهم على متابعة العمل وعدم الالتزام بأيّ قرار لصالح المواطنين، والتربّح الفاحش في البيع على حساب المُستهلِكين، وتكوينهم لجماعات منظّمة ومُتفاهِمة فيما بينها لاحتكار المِهَن دون المواطنين!.

وتتلخّص إستراتيجيتهم في مرحلتين هما احتكار الشراء من المزادات التي تجري يوميًا في الحلقة، واحتكار مماثل لبيع البضائع التي يشترونها بالجُملة وبأرخص الأسعار من المزادات في المحلّات داخل الحلقة نفسها أو في المحلّات الخارجية، مُجزّأة وبأغلى الأسعار، وهكذا دواليك، وهكذا تدور عجلة الوافدين تحت قطار يمتطونه هم وحدهم، بينما يُعطَّلُ كثيرٌ من المواطنين عن الأعمال!.

وبنسبة ٩٠٪ نحتاج لرغبة وكِفاح من المواطنين للعمل بِمِهَن حلقات الأغنام والخضار والفاكهة التي تدرّ كثيراً من الأموال، وعدم استسلامهم أمام الوافدين المتفوّقين في فنون المُزاحمة بشتّى الوسائل القانونية وغير القانونية، ونحتاج بالنسبة المُتبقّية ١٠٪ لحملات الجهات المعنية بالتوطين واستمرارها بلا انقطاع. ٩٠٪ + ١٠٪ = التوطين المنشود، ورزقي على الله.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!