كتاب

بالشيشة وحدها نجحت المقاهي!!

من أكبر الأخطاء الاعتقاد بأنّ قطاع المقاهي لدينا (لا أقصد الأكشاك المُنتشِرة على الطرق) قد أصاب حظّاً وافراً من النجاح.

ومن النّاس من يعتقدون ذلك بدليل تكاثر عدد هذه المقاهي، وفخامة وحداثة تجهيزاتها وديكوراتها، وغلاء إيجار مبانيها، وتنامي عدد مُرتاديها، وتضاعف ساعات دوامها حتّى تجاوزت أنصاف الليالي بكثير، وتوظيف ثُلّة من المواطنين والمواطنات العاطلين فيها، إلخ إلخ إلخ.


لكن، وفي نفس الوقت، ولو وُجِدَت إحصائية دقيقة، لعرفنا أنّ الشيشة وأخواتها غير العزيزات من المُعسِّلات والسجائر الإلكترونية هي من نجّحت تلكم المقاهي وثبّتت وجودها في المنافسة التجارية، وهناك الكثير من المقاهي التي امتنعت عن تقديم الشيشة قد أعلنت إفلاسها وأغلقت أبوابها، وعندما قبّلها أصحابُها لمستثمرين آخرين نجّحوها بالشيشة وحدها بعد إفلاسٍ وإغلاق.

وهذا من وجهة نظري ليس بالنجاح، فإن عَمّرَت مقاهي الشيشة جيوب المُستثمرين بالمال فقد هدمت صحّة مُستهلكين كثيرين، وهؤلاء الأخيرين وعند تدهور صحّتهم بعد ذلك بسبب الشيشة وأخواتها تتولّى الدولة علاجهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، فضلاً عمّا يُصيب جهات عملهم من قلّة إنتاج، وتمخّض المشكلات الاجتماعية داخل الأسَر، وكلّ ذلك هو خسائر مُبطّنة داخل جدار يبدو رابحاً من خارجه.


وأنا لا أُنْكِر أهميّة قطاع المقاهي من النواحي التجارية والترفيهية والسياحية والاستثمارية، وهي أحد روافد الاقتصاد الوطني، ومصدر رزق وعمل لآلاف المواطنين والمواطنات، لكن أن يكون معيار نجاحها شبه الأوحد واستمراريتها في المنافسة هو تقديمها للشيشة ففي نفسي شيء من حتّى كما كان لعالِم اللغة العربية سيبويه شيء في نفسه من هذه الحتّى، وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن ابتكارها لتنجيح المقاهي بسببها غير التدخين الضار بالصحّة والمجتمع، بيْد أنّ المُستثمرين انحازوا للطريق الأسهل لكسب المال، وتحوّلت المقاهي إلى ما يُشْبِه مداخن المصانع، تُولّد السموم في صدور مُرتاديها، وهؤلاء ينفثونها فيمن حولهم، ويبدو المشهد دُخاناً لا يُطاق.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!