كتاب

خطاب الأفَّاك الأثيم!!

حَرِصْتُ على متابعة خطاب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، على بعض القنوات التلفزيونيَّة اللبنانيَّة المحسوبة عليه، والمصفوفة لخدمته مثل طُوب البناء، وليتني لم أُضيِّع ساعةً من وقتي في متابعة خطاب هذا الأفَّاك الأثيم!.

قبل الخطاب وبعده انبرت هذه القنوات بمحلِّليها الأراجوزات لتمجيده بعبارات شبه شِرْكيَّة، وكانوا مفتونين به، وكأنَّه إلهٌ، حتَّى أنَّ بعضهم قال إنَّ العالم طيلة تاريخه لم ينتظر خطابًا حاسمًا مثل خطاب السيِّد، والسيِّد هو الأفَّاك الأثيم!.


وأعطاني أولئك الأراجوزات انطباعًا بأنَّه هو وحده القادر على دخول حرب إقليميَّة، هدفها إنقاذ فلسطين، ومسجدها الأقصى، وغزَّتها التي تقصفها بوحشية غير مسبوقة آلة الطيران الأمريكيَّة الموضوعة تحت تصرُّف الجيش الإسرائيلي، الذي يُجيد فقط قتل النساء والأطفال، وتدمير المرافق السكنيَّة والمدنيَّة!.

وأنا عاطفي، وأتمنَّى تحرير فلسطين وشعبها الشقيق بمسلميه ومسيحييه، فهم ذاقوا الأمرَّين من الاحتلال اليهودي، فقُلْتُ لنفسي الأمَّارة بالسوء: ربَّما قد صلُح حال الأفَّاك الأثيم، وتحوَّل من عميل إقليمي ضدَّ أهل السُنَّة وعنصر فعَّال للتوسُّع الشيعي في الدول العربيَّة تحت غطاء المقاومة ضدَّ إسرائيل، إلى مُقاوم عربي ينتصر للقضايا العربيَّة، وأهمُّها القضيَّة الفلسطينيَّة العادلة، غير أنَّ ما قاله في الخطاب أعاد لي عقلي، وطرد عاطفتي، فهو لم يتغيَّر البتَّة، بل زاد خُبْثًا ومكرًا ودهاءً، وكان ضمن فريق خذل المقاومة الغزَّاويَّة السُنِّيَّة، وورَّطوها في معركة غير متكافئة، تتَّجه بوصلتها -والله أعلم وأرحم بفلسطينيي الضفَّة الغربيَّة وغزَّة- إلى ترسيخ وتقوية الاحتلال بمساعدة أمريكيَّة وغربيَّة هائلة لإسرائيل، وانحياز إليها مكتمل الأركان بنسبة ١٠٠٪، ما لم يُقدِّر اللهُ شيئًا آخرَ يشاؤه!.


وهذا الأفَّاك الأثيم لن يحارب إسرائيل، وسيُناوشها كما ناوش البرج الحديدي للاتِّصالات الذي يخصُّ إسرائيل في حدودها مع لبنان، ولم يتمكَّن من إسقاطه رغم هشاشته، وأكاد أُقسم أنَّه وفريقه يُنفِّذ مُخطَّطًا غير عربي؛ لزرع الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وتقسيم المُقسَّم من الدول العربيَّة، وتفتيت المُفتَّت، وتضعيف القوي، وإذلال الضعيف، واحتلال القريب، وردع البعيد، ويا أمان العرب والمسلمين!.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!