كتاب

تعزيز الهوية الوطنية

يتلاقى العالم في الرياض.. من شرق الكُرة الأرضيَّة وغربها.. ويذهبُونَ إلى جدَّة والمدينة، ومكَّة والظَّهران، والجبيل وينبع والعُلا.. ويزورُونَ الدرعيَّة، ويحتفظُونَ بكلِّ هذه الزِّيارات والصُّور والذِّكريات عن الجزيرة والتاريخ، وعن هذه الدَّولة التي احتضنت العالم، والقادمة من الصَّحراء؛ لتكون في المقدِّمة كفارسٍ مُلثَّمٍ اجتاح الرَّكب، فأصبح أوَّلهم.

هذه الجزيرة الحالمة، أذهلت العالم بالتقدُّم، والمصانع والمشروعات، والحِراك والتَّغيير المقبل بقوَّة؛ لتقود العالم نحو مستقبل مشرق، وآفاق عالميَّة أكثر نضجًا للبشريَّة، وأكثر تسامحًا، وأكثر تطلُّعًا لمستقبل يعجُّ بالأفكار والإبداع والإنجازات.


تلاحظُونَ معي «شعار إكسبو الرِّياض 2030» (نحو مستقبل مشرق)، أنَّه يختلفُ عن باقي شعارات العالم منذُ أن تأسَّس في كافَّة المعارض السابقة، حيث تتسابق دولُ العالم لعرض آخر منتجاتها، لتتنافس مع بقيَّة الدُّول الأُخْرَى، ونحن هنا قُلنا للعالم من أجل البشريَّة (لا نتنافس)، بل (نتكامل).

هنا النقطة المفصليَّة، و«الهويَّة الوطنيَّة»، وزراعة العقول واستثمارها، وكيف تقود «السعوديَّة العُظمَى» العالم كلَّه بفكرها وقادتها وتطلُّعاتها، ونحن نُقدِّم للبشريَّة نموذجًا للتَّعايش وللمرحلة المقبلة، ومجتمعًا عالميًّا يسوده الأمنُ والحبُّ والاستقرارُ.


عالم جديد يتطلب منا أن نزرع الهوية الوطنية في قلوب وعقول النشء؛ لتكون النبراس والعنوان الرئيس لمنظومة متكاملة من التعليم والمعرفة، والعلم والانطلاقات، والمنهج والإستراتيجيات، ليعرف العالم أجمع من هي المملكة العربية السعودية.

إنَّ تعزيز «الهويَّة الوطنيَّة» لهو أمرٌ حيويٌّ؛ لتعزيز التَّلاحم والوحدة في المجتمع، ويمكن أنْ يتضمَّن ذلك بعدَّة طُرق أهمها «تفعيل الوعي» بالتَّاريخ والثَّقافة الوطنيَّة، وتعزيز التَّفاهم بين مكوِّنات المجتمع، وما نراه يحدث الآن في كلِّ المدن والمناطق، وبالذَّات في الرِّياض، مهمٌّ جدًّا، ألا وهو إقامة الفعاليَّات الثقافيَّة والتربويَّة، وتعزيز التَّواصل بين الأجيال، فهما يُشكِّلان أساسًا لتعزيز الانتماء والهويَّة الوطنيَّة.

أضف إلى ذلك إقامة المعارض والمؤتمرات الدوليَّة والنوعيَّة، وهذا الحِراك الاقتصاديُّ والاجتماعيُّ، والسياسيُّ والثقافيُّ والسياحيُّ الذي نعيش، ومن حقِّنا أنْ نفخرَ بذلك في وطننا الشَّامخ، ومن حقِّنا -أيضًا- أنْ نقولَ للإعلام المرئيِّ والمسموعِ والإعلام الجديد، مزيدًا من الطَّرح والارتقاء، وصناعة محتوى يليقُ بهذه المرحلة.

ففي كلِّ يوم حدثٌ عالميٌّ تحتضنه بلادي.. فمَن لم يعذرْنِي إذا افتخرتُ، فلديه قصورٌ في النَّظر.

أخبار ذات صلة

«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!
;
البدر الذي أحببناه...
مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
;
هيكل التمويل والنجاح
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!