كتاب

جمعية ماجد بن عبدالعزيز.. صناعة الأثر بالتمكين

يمضي القطاعُ غير الربحيِّ في مسيرته التنمويَّة مستهدفًا تحقيق الأثرِ المستدام، من خلالِ تمكين الفئاتِ المستهدفة، والارتقاءِ بأنماطها المعيشيَّة، وتحقيقِ جودة الحياةِ لها، عبر تهيئةِ البيئةِ الملائمةِ لذلك، وفق خارطةِ الطَّريق التي رسمتها رؤيةُ المملكة 2030، وليصبحَ هذا القطاعُ الحيويُّ أحد القطاعات الفاعلة في مساراتِ التنمية، وأحد محرِّكات النموِّ الاقتصاديِّ.

ومن بين الجمعيَّات الرائدةِ التي كرَّست هذه المفاهيم الفاعلة، جمعيَّة ماجد بن عبدالعزيز للتنميةِ والخدماتِ الاجتماعيَّة، التي حملت تطلُّعاتها الطموحة نحو المستقبلِ في سبيل تمكينِ الأفرادِ لتحقيقِ الاستدامةِ كإستراتيجيَّة ثابتة تجسِّد من خلالها رؤيتها وأهدافَها، ملتزمةً بمعاييرَ الجودةِ والتميُّز والحوكمةِ الرشيدةِ.


لقد مضتْ هذه الجمعيَّة منذ تأسيسهَا بمبادرةٍ من سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- عام 1998م في مسيرتِها التنمويَّة الاجتماعيَّة نحو «صناعةِ الأثرِ بالتمكينِ»، مستندةً إلى رؤيةِ مؤسِّسها الذي قال: «إنَّ النجاحَ الحقيقيَّ في التنميةِ يكمنُ في تحويلِها من الرعايةِ المباشرةِ إلى تمكينِ الإنسانِ من اكتشافِ قدراتهِ الذاتيَّة، وتغييرِ مفاهيمهِ، بتعويدهِ على الإنتاجِ، لا على الاعتمادِ على الضمانِ والرفادةِ».

لقد ركَّزتْ إستراتيجيَّة الجمعيَّة -وفق تقريرها السنويِّ الأخير لعام 2023م- على تطويرِ مبادراتٍ متنوِّعة لخدمةِ مجالاتٍ محددةٍ تتكاملُ فيما بينها لتحقيقِ المستهدفاتِ الإستراتيجيَّةِ والتشغيليَّة للجمعيَّة؛ من خلال محفظةٍ من البرامجِ المتميِّزة التي تشمل: برنامج «المهارات» الذي يستهدفُ بناءَ مهاراتِ الأفرادِ المهنيَّة والحِرفيَّة، وبرنامج «الوصول» الذي يستهدفُ مساعدة الأفرادِ على الدخولِ إلى سوق العملِ، ثم برنامج «الوعي» الذي يُركِّزُ على نقلِ المعرفةِ والممارسات للجمعيَّات التنمويَّة الأُخْرى.


ولعلَّ قياس حجمِ العائدِ على الاستثمار الاجتماعيِّ؛ الذي نفَّذته الجمعيَّة، يُجسِّد فاعليَّة تلك البرامج وملامستَها لأهدافِها الإستراتيجيَّة.

لقد كانَ من اللافتِ في مبادراتِ الجمعيَّةِ الخاصَّة ببرامجها؛ أنَّها لا تقتصرُ على تمكين فئةٍ محدَّدة، بل تشملُ العديد من الفئاتِ، بمَن فيهم أصحابُ الأعمالِ والشركاتِ الناشئة التقنية، والمتخصِّصون في صناعةِ الأفلام، وتصميم الأزياء، إلى جانبِ حرصها على رفع الوعي التِّقني لدى أفرادِ المجتمعِ من خلال المحاضراتِ وورش العملِ، وتقديم الحلولِ الاستشاريَّة، مع التركيزِ على تمكينِ المرأةِ، وتسهيلِ ربطِ قطاع الأعمالِ بالكوادر البشريَّة، ونقل التجاربِ والخبراتِ إلى الجمعيَّاتِ الأُخْرى.

وقد كانْ من دواعِي سرورِي خلال اطِّلاعي على برامج الجمعيَّة، ما لاحظته من عنايتها الخاصَّة بالعملِ التطوعيِّ كقيمةٍ مجتمعيَّةٍ مضافةٍ، وغرس ثقافته، بما يُعزِّز الأثر المستهدفِ من برامج الجمعيَّة، إضافة إلى عنايتها المستمرَّة بتحسين صورتها الذهنيَّةِ من خلال حزمةٍ من البرامج التسويقيَّة والإعلاميَّة المتميَّزة.

أخيرًا.. لا يسعُنا إلَّا أنْ نُسجِّل تقديرنا لهذه المسيرةِ التنمويَّة الفريدةِ، التي يقفُ وراءها صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارةِ، وأعضاء المجلسِ والجهاز التنفيذي، متمنِّين لهم جميعًا مزيدًا من التألُّق والنَّجاح.

أخبار ذات صلة

أملٌ.. يُضيء لنا الطريق
القطاع الصحي.. ومؤشرات النمو
طيـــــــــران
مواهب سعودية شابة.. تلفت أنظار العالم
;
سلاح الاقتصاد بين أمريكا والصين
لديك مواهب؟!
(نبكو).. إستراتيجية للتنمية
«سلاسل الإمداد» طريق المملكة نحو المستقبل
;
الأمن و(رجاله)..!
قصَّة غشٍّ في جامعة البترول..!!
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب
المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس
;
الهيئة الملكية بينبع ومنجزات خمسين عامًا
أول رئيس جامعة أهلية.. غير سعودي
الحزام.. والنفق المظلم
قلق الوجودية