«روشن» يحطم عاجي أوروبا

تسيطرُ على عالمِ المستديرةِ سمعةُ الدورياتِ الأوروبيَّةِ، وأنَّها الأفضلُ والأقوَى؛ مَا أسكنَ في قلوبِ لاعبِي الدورياتِ الأُخْرى رهبةً من اللاعبِ الذِي يلعبُ في أوروبَا، وقدْ يكونُ هذَا الشعورُ سببًا في هزيمةِ أيِّ فريقٍ يواجهُ الأنديةَ الأوروبيَّةَ التِي ينظرُ لها في برجٍ عاجيٍّ لا ينالهُ أيُّ فريقٍ من الأنديةِ غيرِ الأوروبيَّةِ.

وحينمَا بادرَ دوري روشن السعوديُّ في استقطابِ عتاولةِ كرةِ القدمِ -إنْ صحَّ التعبيرُ- في العصرِ الحاليِّ، وفي مقدمِتهم كانَ لاستقطاب كرستيانو رونالدو نقلةٌ نوعيَّةٌ أحدثتْ ضجيجًا مدويًّا في العالمِ كلِّه، كانَ الحدثُ الثَّاني على التَّوالي في العالمِ العربيِّ بعدَ نجاحِ دولةِ قطر في استضافةِ كأسِ العالمِ 2022، فقدْ باتَ للاعبِ السعوديِّ والعربيِّ سهولةُ الاحتكاكِ باللاعبِ المدجَّجِ بالسمعةِ والفنِّ الكرويِّ الذي أسرَ متابعيهِ ومحبيهِ في أرجاءِ المعمورةِ والاستفادةِ للتعلُّم من مهاراتهِ وخبراتِهِ عن قربٍ حتَّى ارتفعتْ كفتا النديَّة بين فريقِ ذلكَ النجمِ والفريقِ المقابلِ وأصبحَ بالإمكانِ مراوغةُ اللاعبِ ذي السمعةِ ومجاراته والتغلُّب عليهِ أحيانًا في المسابقاتِ المحليَّةِ والعربيَّةِ والآسيويَّةِ.

الأهمُّ من هذَا كلِّه أنَّ تلكَ الرهبةَ في نفسِ اللاعبِ العربيِّ التي رسَّختها سمعةُ الكرةِ الأوروبيَّة بدأتْ تتبدَّد، وأنَّ البرجَ العاجيَّ أخذَ يتصدَّع، ومهارةُ اللاعبِ العربيِّ تُصقلُ، وطموحهُ يكبرُ، وثقتهُ تزيدُ وتنمُو، فهلْ حطَّم روشن عاجيَّ أوروبَا؟ هذَا ما تكشفهُ الأيامُ؟