الثورة لم تنته بعد

الثورة لم تنته بعد

يخطئ من يعتقد بأن الثورة المصرية انتهت ، ويخطئ أكثر من يحكم على هذه الثورة بالنجاح أو الفشل . الثورة المصرية ما زالت مستمرة ، وميدان التحرير الذي خلق الفعل الثوري ما زال متقدا وعازما على المضي قدما في مسيرة الثورة حتى يتحقق النصر النهائي . الثورة لم تنته يوم سقوط رأس النظام السابق كما يعتقد الكثيرون ، الثورة فعل ديناميكي مستمر وقابل للاستمرار والتطور طالما أن الأهداف النهائية للثورة لم تتحقق بعد . في مصر ما زال دون الثورة ودون تحقيق أهدافها الكثير من العقبات الداخلية والعراقيل الخارجية . وما لم تستمر الحالة الثورية حية ومحتفظة بزخمها فإن الانقضاض عليها اوعلى الأقل ترويضها ، سيكون أمرا سهلا أمام المتربصين والمتآمرين . الثورة حالة قبل أن تكون فعلا ، إنها مناخ فكري يسيطر على الناس ويقودهم نحو الرغبة في التغيير ، مدفوعين في ذلك بمشاعر وأفكار رومانسية تتطلع إلى الوصول بالواقع إلى الحد الأدنى من المثالية . الثورة حالة من الغليان الفكري والنفسي والعاطفي ، ومن غير المقبول أن تستسلم الثورة لمشاعر الكسل قبل أن تخلق واقعا جديدا كليا ، يفضي إلى حالة من الاستقرار المبني على رضا الجماهير لا ذاك الناتج عن خوفها . الثورة حالة توهج تتميز بالقدرة المتواصلة على الخلق، ولكي تستمر الثورة في الخلق والابداع يحتاج الأمر إلى بقاء الإرادة الشعبية متماسكة وصلبة وغير قابلة للمساومة تحت أي ظرف من الظروف أو أية حجة من الحجج . الثورة فعل استثنائي لا يعترف بالأعراف ولا يشعر بأنه ملزم تجاه القوانين ، وإلا لما تجرأ الثوار على الخروج على أنظمة حكم مدعومة بدساتير وقوانين ومؤسسات ومجالس نيابية . الحالة الثورية تعني ان تبقى متحفزا لمواجهة الأفعال المضادة ، وجاهزا في نفس الوقت لطرح كل ما هو جديد وخلاق ويتقاطع مع إرادة الجماهير . بمعنى آخر فإن الحالة الثورية تستوجب الوصول بالقدرة على الفعل ورد الفعل إلى مرحلة الذروة . الثورة هي حالة ابداع جماعي ، وقبل كل شيء فهي حالة وعي استثنائية وحالة عاطفية خاصة جدا . ولذلك فهي غير قابلة للاستقرار قبل أن تنجح في تجسيد هذه الحالة الاستثنائية من الوعي والعاطفة على الأرض . الثورة لم تنته بعد .anaszahid@hotmail.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMSتبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى88591 - Stc635031 - Mobily737221 - Zain

أخبار ذات صلة

«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!
;
البدر الذي أحببناه...
مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
;
هيكل التمويل والنجاح
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!