هــــل هي حـــقاً مـــؤامـــــرة ؟

في نهاية القرن العشرين اجتمع رواد الرأسمالية العالمية في الخفاء كما هي عادتهم لتقييم الأوضاع حول العالم وكانت من أول قراراتهم الحرص على الحفاظ على الرأسمالية في القرن الواحد والعشرين، وقامت السيده سوزان جورج بكتابة تعليقها على ما يسمى تقرير لوجانو (مؤامرة الغرب الكبرى) ولوجانو هي مدينة شهيرة في سويسرا اختيرت للقاء قمة الرواد، وسوزان كاتبة وخبيرة أمريكية في قضايا التنمية. عندما صدر الكتاب في عام 2003م انتاب العديد من المراقبين الشعور بأن سوزان نفسها قد تكون طرفاً في المؤامرة ولكن هذا الشعور تبدد بالفعل عبر السنوات الماضية التي أكدت أن قرارات قمة الرواد للرأسمالية العالمية تنفذ اليوم وقد عرضت على بعض الخبراء في السياسة الدولية ووجد أن 27 فرداً من 28 ممن قرأوا التقرير اعتبروا أنه نظرة مرعبة لمنطق الرأسمالية، وسوزان ألقت الضوء على هذه النظرة المرعبة وعلى ما ينبغي عمله للحفاظ على الرأسمالية الحالية في العالم وكان لابد من قراءة تقرير لوجانو الذي تسرب كما تدعي لمعرفة خطتهم في إعادة تشكيل الإقتصاد العالمي وكيفية الحفاظ على نظام الرأسمالية والبقاء عليه وإستمراره فضلاً عن ما يمكن تحقيقه لتسجيل مركز أقوى في ظل التحديات المختلفة ،وفي حقيقة الأمر أن تقرير لوجانو هو عمل خيالي من قبل المؤلف بعد أن عاشت 25 عاماً من حياتها واصفةً الجوع والمجاعات والديون ونوايا منطق النظام العالمي. ومن نواياهم تقليل عدد سكان الأرض بمقدار ملياري نسمة عام 2020م وهي مقتبسة من نظرية مالتوس حول السكان، هناك بعض المؤشرات على إهلاك وإبادة فائض البشر واستخدام طرق واسعة لتحديد النسل والأمراض المعدية والصراعات والحروب وإثارة النعرات المذهبية والعرقية وغير ذلك ما يراه البعض أنه مجرد رواية علمية خيالية ، ولكن إذا ما أولينا إهتماماً بما يدور حولنا في العالم فإننا نرى أن هناك العديد مما وصفه تقرير لوجانو (الخيالي) ينفذ على أرض الواقع إلا أن صدور الكتاب يوقظ الغفلة لوضع الخطط التي تعيق تنفيذ ما يتمناه ملاك رأس المال العالمي .