Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قراءة في قانون العدالة الأمريكي (15)

يتَّضح لنا من خلال الحلقات السابقة الآتي:

A A
يتَّضح لنا من خلال الحلقات السابقة الآتي:
1. أنَّ الإدارة الأمريكيَّة تعاملت -ولازالت تتعامل- مع العرب والمسلمين وفق مصالحها، فقد دفعت في السابق إلى حروبٍ مع إيران، والاتحاد السوفيتي لخدمة مصالحها، وتحقيق أهدافها، ثمَّ أثارت بين العرب والمسلمين الفرقة والانقسام، فحوَّلتهم إلى فرقٍ وطوائفَ يحاربُ بعضها البعض لخدمة مصالحها في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، بتفتيت وتقسيم البلاد العربيَّة، والقضاء على الجيوش العربيَّة القويَّة؛ لتظل إسرائيل القوَّة الوحيدة في المنطقة. وطبقًا للتقارير الدوليَّة فستبقى البلدان العربيَّة، خارج معادلة صناعة مستقبل المنطقة.
2. عدم دستوريَّة قانون جاستا، ومخالفته للقانون الدولي.
3. قيامه على فرضيتَيْن خاطئتَيْن:
أ‌- إقامة دعاوى قانونيَّة من طرف عوائل المتوفين، أو المتضرِّرين، أو الجرحى من العمليات التي تقوم بها دول أجنبيَّة، أو مسؤولوها (المقصود السعوديَّة بصورة خاصَّة) داخل أمريكا، وتكون نتيجة للمسؤوليَّة التقصيريَّة، أو عمل إرهابي يقترف بواسطة هذه الدول أو مسؤوليها، وقد ثبت بالأدلة والبراهين أنَّ 11/9 /2001 من تدبير وتنفيذ المخابرات الأمريكيَّة والإسرائيليَّة.
ب‌- ما جاء في الفقرة (3) من المادة (2)، وهي قيام أفراد، أو مجموعات تنتمي لبعض المنظَّمات الإرهابيَّة بجمع مبالغ ماليَّة ضخمة لتنفيذ عمليَّات إرهابيَّة داخل أمريكا، والمقصود تنظيم القاعدة؛ إذ اعترف كبار المسؤولين بتأسيس أمريكا لتنظيم القاعدة للقضاء على الاتحاد السوفيتي، باعترافات وزيرة الخارجيَّة السابقة هيلاري كلينتون بذلك، وكذلك مسؤولين أمريكيين آخرين؛ إذ لا يمكن الحديث عن دور أمريكا والدول الغربيَّة في رعاية تنظيم داعش دون الرجوع إلى علاقة أمريكا في بناء ورعاية تنظيم القاعدة، على اعتبار أنَّه التنظيم الأم، الذي خرج من رحمه تنظيم الدولة الإسلاميَّة في بلاد الرافدين، الذي تطوَّر إلى تنظيم الدولة الإسلاميَّة، في العراق، ثم إلى تنظيم الدولة الإسلاميَّة في العراق والشام، فقانون جاستا قام على أسس هاوية للاستيلاء على أموال ومدَّخرات السعوديَّة لدى أمريكا، فمعروف أنَّ أمريكا دولة استيطانيَّة عنصريَّة، قامت على الاحتلال والتمييز العنصري، فالأرض التي تقوم عليها ليست بأرضها، فقد أبادت 42 مليونًا من سكانها الأصليين «الهنود الحمر» بكل وسائل الإبادة من مذابح، وسلاح بيولوجي، فالأمريكان هم مخترعو أسلحة الدَّمار الشامل، وقد استخدموه في حروبهم مع الهنود الحمر، فنشروا وباء الجُدري بينهم بتوزيع أغطية عليهم تحمل هذا الوباء، وأمريكا أول من استخدم القنابل النووية في ضربها لجزيرتي «نجازاكي»، و»هيروشيما» اليابانيتَيْن بعد ميْل المجلس الحاكم في اليابان إلى الاستسلام، فلم يكن لها أيّ مبرر على استخدامها لها، واستخدمت قنابل النابالم المحرَّمة دوليًّا في حروبها في فيتنام، كما استخدمت السلاح الكيماوي «الإيجانت أورانج» وغيرهما، واستخدمت القنابل العنقوديَّة، واليورانيوم المنضَّب، وهو أحد أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 1991م، وفي حربها في أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، ولدينا مليون و750 ألف عراقي قُتلوا بسبب الحصار المجرم الذي فرضته الإدارة الأمريكيَّة على العراق، إضافة إلى قتلها الآلاف في حربها في أفغانستان، وحربها على العراق، وعشرات الألوف من الجرحى، هذا وقد بلغ عدد قتلى حروب أمريكا أكثر من ثمانية ملايين، وهناك مصادر تقول إنَّهم بلغوا ستين مليونًا، ممَّا دعا وزيرة العدل الألمانيَّة إلى تشبيه الرئيس الأمريكي بـ(أدولف هتلر)، ووصف الكاتب البريطاني (إدريان هملتون) أمريكا بأنَّها أكبر نموذج للدولة المارقة في العالم.
ومع هذا لم نجد دولة متضرِّرة تطالب أمريكا بتعويضات ماليَّة عن جرائمها، وقتلها الملايين من البشر، وتطالب بمحاكمة رؤسائها كمجرمي حروب!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store