Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

أمك على خريطة حياتك!

A A
مع أني أتجاهل كثيراً من الفيديوهات المتقاطرة على هاتفي بواسطة الواتس، الا أن الفضول الإنساني يحرضني على ممارسة شيطنة صبيانية لفتح المغلق الذي لا يحمل إشارة أو تعريفاً بالمضمون وأحياناً أغلق الفيديو قبل أن يُستكمل لتهافت مضمونه، هذا الفيديو رغم بدايته الموسيقية ومناظر لا توحي بمضمون جاذب، إلا أنه نجح في اجتذابي حتى النهاية والتأثير في وجداني بشكل أبكاني، فالمشاعر الإنسانية غريبة الأطوار ككل شيء في الإنسان حتى العقل؛ ينشط أحياناً بشكل مبهر، تكتب أجمل العبارات، تبدع شعراً نثراً، يتفاعل فوراً، ومرات أخرى يركد كجسد هرم، والذاكرة هي أيضاً تنشط، تتذكر أدق التفاصيل عن الماضي والحاضر، وفي مواقف أخرى تخذلك تحجب عنك حتى اسم صديق قديم التقيته فجأة، تشعر بالحرج والتوتر، وبعد ذهابه تقدم لك كل شيء عنه وعن علاقتك به، كأنها تمد لسانها وتهزأ من ثقتك بها، المشاعر كذلك بحالات، تخذلك في موقف مؤلم حد الوجع فلا تجد دمعة واحدة تُشعر من حولك بعمق ألمك، وأحياناً تجد دموعك تنهمر وأنت أمام مشهد تمثيلي في مسلسل أو فيلم، أو موقف إنساني لا يستدعي كل تلك الدموع التي تعجز عن وقفها أو تبرير تلك الرقة المفرطة لمشاعرك، كأنها أيضاً تتحدى قدرتك على إخضاعها لعواطفك وعقلة وجدانك.

حدث معي موقف مشابه وأنا أشاهد ذلك الفيديو، حاولت أن أجد له مبرراً لكني لم أجد ما يقنع، ربما لذلك أحببت مشاركتكم في هذه الحالة الوجدانية التي مررت بها وأنا أشاهد الفيديو الذي بدأ بثلاثة أسئلة لعينة عشوائية من المتسوقين في مركز تجاري « 1- مع مين أنت هون 2- كم مرة بتخرج « تظهر» حسب اللهجة اللبنانية للأسئلة وعينة الفيديو، 3- مع مين أكثر شيء» إجابات الأسئلة « مع أصدقائي، زوجي وأولادي، مع حبيبتي، مع نفسي، مع زميلاتي» والسؤال الثاني تفاوتت الإجابات « مرة، في الأسبوع، 2، 3، 4 « لكن السؤال الكارثة لكثيرين « أمك وين موجودة هلا؟!» لأنهم لا يعرفون شيئاً عن أمهاتهم!

ربما انهمرت دموعي على موقف هؤلاء ومثلهم كثيرون ليس لأمهاتهم موقع مناسب على خريطة حياتهم، فبينما يجد/ تجد وقتاً للخروج مع الزوجة/ الزوج، الأصدقاء، الزملاء، الأبناء، لا يفكرون في إعطاء أمهاتهم ساعة في اليوم أو الأسبوع أو حتى الشهر لاصطحابهن إلى نزهة على شاطئ البحر مثلاً أو مقهى، مطعم، زيارة عائلية أو مرافقتها لتزور صديقاتها. إحدى الفتيات قالت إنها من شهر لم تر أمها كلَّمتها مرتين فقط!

أعلم أن وضع معظم الأمهات لدينا أفضل كثيراً من بعض الدول نتيجة الوعي الديني ببر الوالدين، وللعلاقة المتميزة بين الأم وأبنائها فلا يجد كثير من الأبناء متعة إلا بصحبة أمهاتهم وآبائهم، ولكن يوجد أيضاً من يفتقد هذا الوعي ولا يجد الاهتمام بالأم ورعايتها وصحبتها كما حث المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم» من أحق الناس بصحبتي؟ قال: أمك وكررها كلما تكرر السؤال، اهتمام العالم العربي بيوم الأم 21 مارس، ليس ليكون يوماً واحداً في العام يهتم فيه الأبناء بأمهاتهم، بل يوماً عالمياً يحتفل به العالم العربي بالأم العربية التي تستحق الاحتفاء أكثر من أي أمٍّ أخرى، لأنها تتحمل كل شيء في سبيل نجاح وسعادة وسلامة أبنائها، ونحن الأمهات السعوديات جديرات بهذا الاحتفاء على مستوى الوطن والمؤسسات المختلفة لتكريم الأمهات المتميزات، وترسيخ مفهوم إسعاد الأم في المدارس والجامعات، لأن الهدف من هذه الأيام العالمية نشر الوعي بأهمية المحتفى به ومع الفرق الشاسع بين الأم والشيء، نهمل يوم الأم ونحتفي بالأشياء، ( يوم الشجرة ) أقرب مثال!

*شكر وإيضاح من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد:

تلقيت شاكرة بريداً إلكترونياً سريعاً من « نزاهة «،يوم الأربعاء 16 جمادى الآخرة/ 15 مارس 2017م وهو تاريخ نشر مقالتي ( هيئة مكافحة الفساد .. صح النوم!) وهو يؤكد أن إدارة العلاقات العامة والاعلام بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مصحصحة على الآخر، لذلك يستحقون الشكر والامتنان، لكن الخطاب حمل عبارات عامة لتوضيح عمل « نزاهة « في الجانب الوقائي، حيث الاسهاب الشديد لتوضيح بنوده، أما الجانب العلاجي فهو في حدود مهامها واختصاصاتها المقررة نظاما بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة. هل يعني هذا أن نزاهة مقيدة بأجهزة أخرى فتركت الجانب العلاجي، وأنها نامت ثم قامت لتنشغل بالمؤتمرات والمشاركات في الأنشطة الوطنية المختلفة ؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store