.. في معظم دول العالم وثقافاته المختلفة، يمثل (الحذاء) -مهما كان ثمنه ونوعه- رمز إهانة واستخفاف.
وتزداد هذه الرمزية سوءاً إذا ما أُسيء استخدامه ضد طرف (ما)..!!
****
.. وقد ظهرفي السنوات الأخيرة قذف بعض الساسة بالأحذية، بما يمثل احتجاجاً صارخاً وبأسوأ أداة ضد سياساتهم وإداراتهم لبلدانهم أو للغير..!!
****
.. قد نتفق، قد نختلف، قد تتباين المشاعرلكل حادثة، لكن دوافع من يقوم بقذف الحذاء ربما تكون أكبر وأعمق من تحليلات من يشاهد الفعل، أو يحاول تفسيره على أنه (السلوك العيب) أو (السلوك غير الحضاري) خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمستقبل أوطان أو مصائر شعوب أو مقدرات حياة..!!
****
.. في زمن الجور والظلم والاستبداد .
ومع من يقوم بتصدير الحروب والصراعات وملء فراغات الحياة بالقهر والطغيان، يكون التعبيربما يشبه الانفجار حتى ولو كان بالحذاء..!!
****
.. حين تكون الحريات لا يهم الناس أن يكونوا حفاة. وعند القمع قد يقذفون بأحذيتهم بحثاً عن الخلاص من القيود والانكسار..!!
****
.. مرويات الحذاء تدخل دواوين الساسة ومجالس البرلمانيين
وصناع القرار، وتتحول الى لغة اعتراض وأسلوب احتجاج ..!!
****
.. ما بين عامي 2008 و2011 تم قذف العديد من رؤساء الدول والحكومات في أمريكا وأوروبا بالأحذية والبيض استنكاراً واستهجاناً لسياساتهم.
أي ما قبل وأثناء ثورات الربيع العربي. وبسخرية القدر فإن فوضاهم الخلاقة علينا ربما ارتدت على وجوههم وصدورهم..!!
****
.. أيها الدكتاتوريون من الساسة..
ارخوا رؤوسكم لتمر من فوقها الأحذية الطائرة..!!
****
.. المفارقة أن الدكتاتوريين يقمعون رؤوس شعوبهم بأحذيتهم، ثم الشعوب تحتفي بوضعها في المتاحف وتشتريها بأغلى الأثمان من المزادات العلنية.
في حين أن البسطاء يقذفون وأحذيتهم في الجحيم..!!
****
.. من كل ما سبق
أردت التقاط مشهدين، ثمينين ومختلفين تماماً..!!
****
.. (الصبياني) رجل أمن يخلع نعليه وينحني ليُلبسهما قدمي حاجة مسنة، اشتدت عليهما الرمضاء في أحد شوارع مكة. إنها صورة إنسانية راقية ضمن عشرات الصور التي أبدع في رسمها رجال أمننا وهم يؤكدون لضيوف الرحمن بأن الحج رسالة سلام ورحمة وإنسانية...!!
****
.. طفلة الست سنوات تقود جدتها العمياء. على قارعة الطريق أجلستها كي تستريح، ثم أخذت حذاءها ونفضته وقبَّلته ووضعته في حضنها. ثم ألبستها إياه بعد ذلك. من أخبرك أيتها الصغيرة أننا قد نسمو أحياناً حتى بلغة حذائنا..؟!!