أثبتت التجارب على مر الزمن أن الأمن عنصر أساسي في حياة الشعوب والمجتمعات وشرطٌ لازم للتنمية والاستقرار والرخاء والتطور. وفي ظل الأمن يتم التعليم والتعلم لتبني الأمم حضاراتها وتطوِّر قدراتها وتتفوق لتثبيت مكانتها بين أمم العالم. وقد قال الشاعر عمر أبو ريشة رحمه الله:
أمتي هل لكِ بين الأمم .. منبر للسيف أو للقلم
فالأمن والعلم صنوان لا مفر منهما لأي أمة أو شعب يريد الحفاظ على كيانه وينمي مستقبله.
مرحلة ما قبل الملك عبدالعزيز كانت الجزيرة العربية تعيش اضطرابات أمنية وفقراً وتخلفاً وانعدام الأمن وتعظيم القوة القبلية والفردية. وبعد أن أُعلن ملكًا للمملكة العربية السعودية بحدودها الجغرافية وأهدافها السياسية بدأت مرحلة استتباب الأمن ومرحلة التأسيس لعهد تنموي جديد قوامه الأمن والتعليم مستفيدًا من كل ما سبق من المدارس ورجال العلم في داخل المملكة وخارجها. وبالتدرج وحسب الإمكانات المادية التي كانت محدودة جدًا قبل انبثاق البترول بكميات تجارية وحصول بعض الشركات العالمية على امتيازات التنقيب واستخراج البترول وتسويقه وتوسيع شبكة الإنتاج والتكرير بكميات تجارية تغذي الأسواق العالمية المتعطشة للذهب الأسود في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا الكبرى. وبعد وفاة الملك عبد العزيز تعاقب أبناؤه على الحكم بشكل منظم ضمِنَ للمسيرة استمراريتها والبناء التدريجي والاهتمام المُحكم بعملية الأمن والتعليم والعدل في إدارة شؤون البلاد الشاسعة المترامية الأطراف بحدودها الطويلة البرية والبحرية وقد كان للإنجاز المبهر وقعه الإيجابي خاصة على وفود الحج والعمرة من الدول الإسلامية في أرجاء العالم وكانت إدارة الأمن والتسهيلات محل احترام وتقدير من الدول العربية والإسلامية -مقارنة بما قبل العهد السعودي الثالث- تحت ولاية الملك عبد العزيز وأبنائه من بعده.
الحراك التنموي الذي نشهده في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يعزز المسيرة التنموية في العهود السابقة ويخلق نقلات نوعية تواكب العصر وتحاكي تطلعات الشباب الأغلبية العظمى من أبناء المجتمع السعودي وخاصة استمرارية برنامج بعثات التعليم الخارجي الذي بدأ بشكل مكثف في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله عليه وتلتها اللفتة الكريمة بزيادة مكافآت الطلاب في الموازنة الجديدة لتعزيز اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالطلاب والطالبات الدارسين في الخارج.
في هذه الأيام تعيش المملكة أفراح مهرجان الجنادرية الذي تميز بفعالياته الوطنية الشاملة المناسبة التي تُظهر مدى التلاحم بين مناطق المملكة عندما تمثل تراثها في مهرجان شامل في العاصمة حيث يعم الفرح واستعراض مميزات ثقافية وشعبية تعكس التنوع والتكامل في آن واحد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. ثم إن فعاليات الجنادرية تعكس نعمة الأمن والتطور العلمي والتنموي التي يتمتع بها شعب المملكة العربية السعودية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
