Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

حجٌ وحربٌ وأمنٌ وبناء.. إنها السعوديّة

A A
في الحج تعجز الكلمات عن وصف ما تقوم به السعودية من جهود تستنفر فيها أبناءها وبناتها ممن يتفرغون لخدمة حجاج بيت الله الحرام؛ وأجد أرض «المشاعر المقدسة» في مكة المكرمة من تتكفل بالحديث عمن يتشرفون بخدمة حجاج بيت الله وضيوفه؛ فالصور المشاهدة في الحج تغني عن آلاف الكلمات؛ وهذا البياض المنتشر لما يقارب مليوني حاج في بقعة صغيرة جداً يؤدون مناسك الحج في راحة كاملة وبإدارة منتظمة لتنقلاتهم من مشعر لآخر لا يُقبل فيه الخطأ، تقوم عليه أجهزة الدولة كلٌ في تخصصه؛ فيما إمارة منطقة مكة المكرمة وأميرها خالد الفيصل ونائبه الأمير بدر بن سلطان طوال العام وهم يتابعون مشاريع تطوير المشاعر المقدسة ويشرفون عليها كي ينعم الحجاج بطمأنينة وراحة متفرغين للتعبد والدعاء؛ وفيهم الصغير والبالغ والمُسن ومنهم المريض والمعاق، كل الأجناس واللغات والألوان يوحدهم رداء أبيض وقول «لبيك اللهم لبيك».

وكل هؤلاء يجتمعون في بقعة جغرافية مقدسة صغيرة ؛ فهل تتخيلون تنقلات الحجاج ـ مليونان تقريباًـ بين مشعر منى الذي تبلغ مساحته 8,16 كلم؛ ومزدلفة الذي تبلغ مساحته 12كلم، والمعجزة الأكبر في جبل عرفة الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة» فيجتمع هذا العدد في سهل يعلوه جبل «الرحمة» يصل طوله 300م؛ وارتفاعه عن الأرض المحيطة به 65م، ويبلغ محيطه 640 م، ويعلوه شاخص طوله 7م، فيتحول الجبل إلى بياض نقي تتلحف به الأرض لحظة وقوف الحجاج بقلوب وجلة وأعين إلى السماء.

هذا المجهود الجبار في إدارة وتنظيم تنقلات الحجاج خلال أيام معدودة ليس بالأمر السهل أبداً؛ لكن اختصت السعودية بتوفيق الله تعالى بهذا العمل الجبار في العالم؛ وليس ذلك إلا بما سخَّره الله تعالى لها من قيادة رشيدة تواصل الليل بالنهار مُسخِّرة مليارات المليارات من الدولارات مما يملكه الوطن لأجل خدمة ضيوف الرحمن ليس في الحج فقط بل والمعتمرين طوال العام؛ فكامل الأجهزة الحكومية تُستنفر وبجانبهم المتطوعون السعوديون رجالاً ونساء، يتقاطرون إلى مكة من كافة المناطق مشاركين في مبادرة أطلقتها وزارة الحج والعمرة وهي #كن_عوناً من مئات المتطوعين استضافتهم الوزارة، ليساعدوا الحجاج ويعينوهم محتسبين الأجر عند الله؛ وهذه الجهود لا تستطيع أن تنكرها عين تبصر سوى حاسد حاقد؛ فيما تسمع في كثير من الأحيان عن عجز دول على تنظيم جماهير ملعب كرة قدم!.

ولكم أن تتخيلوا أنه رغم هذه الجهود التي تتشرف بخدمة وإدارة الحج العظيم؛ فإن هؤلاء الحجاج لايشعرون ولو للحظة أن الدولة التي هم في أحضان أرضها المقدسة وتواصل الليل بالنهار على راحتهم تخوض حرباً شرسة في الحد الجنوبي وجيشها يحميهم ويحمي تراب الوطن ويقود تحالفاً ضد مليشيات مجرمة؛ بظل يد سعودية أخرى مستمرة في بناء مشاريع الوطن الكبرى نيوم وأخواتها ومشاريع التنمية؛ ويد تُحارب الإرهاب وتكافح الجريمة وتسهر على أمن وراحة وترفيه المواطن في مساحة شاسعة تقدر 2,150,000 كلم مربع ؛ وكل ذلك لا تقوم به إلا دولة عُظمى هي السعودية ولنا أن نفخر بانتمائنا لها.

وأضحى مُبارك وعيد سعيد وكل عام وأنتم في خير وإلى خير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store