في العديد من مقالات سابقة استخدمت مصطلح العيش المتعمد، وكتب لي البعض حول الاستفسار والمقصد للعيش المتعمد، وأيضاً هناك سؤال هل يمكن أن نعيش غير متعمدين؟ وكيف يمكننا أن نعيش متعمدين؟ ..
العيش المتعمد هو مفتاح الحياة ذات الأهمية، وهو الجسر بين النجاح والمغزى الحقيقي لكل ما نقوم به!! من بداية يومك حتى نهاية حياتك، فعندما تعرف ما تؤمن به وتحدد ما تريد وتفكر بالنتائج، ذلك هو التوجه الايجابي، الذي لا بد لنا أن نحيا به ونركز عليه كامل حياتنا، دون خضوع أو استسلام لأي هزات أو عواصف وعقبات تمر بنا، حتى نحقق أهدافنا ومرادنا.
إذا أردت أن تتطور حياتك، عليك أن تكون متعمداً لكل ما تقوم به، وليس فقط ردة فعل لكل ما تواجه، وابدأ بإضافة التفاصيل الى أحلامك، حدد لها مواعيد لتحقيقها، انظر الى نقاط قوتك وضعفك، حدد أهدافاً أسبوعية، تطور يومياً، اجعل كل شيء تقوم متعمداً له، وصدقاً إذا أردت أن تحدث فرقاً في حياتك فإن الرغبة في تغيير الأشياء لن تجعلها تتغير، والأمل في إدخال التحسينات لن يحققها، والأحلام لن تحقق احتياجاتك، إذ لابد من إدارة تفكيرك وتحويل الأفكار من الرغبة الى القيام بالفعل الإيجابي لتحقيقها.
هناك العديد من الفوائد للعيش المتعمد التي تجعل للحياة معنى آخر، فالعيش المتعمد يحثك على المغزى الحقيقي لحياتك ويساعدك على معرفة حقيقة الإيمان الخالص لله وحسن العبادة والتطور اليومي فيه وهذا ينطبق على الأعمال التي تقوم بها، وأيضا هو المحفز للمبادرة بالأعمال ذات المغزى، وكذلك العيش المتعمد يتحداك كي تجد طرقاً مبتكرة لتحقيق المغزى، فعندما تعرف ما تريده ولا تجد ما تحتاجه، يجب عليك صنع ما تحتاجه حتى تتمكن من الحصول على ما تريد، والعيش المتعمد ينشطك لبذل جهد كي تقوم فقط بالأعمال ذات المغزى، لذا لابد من التركيز على الأهداف العالية وليست المنخفضة جداً، وأسوأ شيء أن لا تركز على أي أهداف لك، والعيش المتعمد يلهمك أن تجعل لكل يوم قيمة بأن يكون مثل التحفة الفنية، وأخيراً العيش المتعمد يشجعك على أن تحسن الختام، ولا أحد يحسن الختام بالصدفة، فلابد أولاً من رضا الله ثم الاهتمام بشخصيتك، وكذلك بأهمية الناس من حولك، والاهتمام بالفضائل والمبادئ والقيم، والإخلاص بكل ما تقوم به من قول وفعل وعمل، لتكون حياتك ذات أهمية حتى آخر أنفاس لك فيها، وابدأ إذا لم تكن قد بدأت من قبل بالعيش المتعمد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
