Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

مستشفى لأمراض السرطان بتبرع السعوديين

A A
منذ أسبوعين أخبرتني أختي بوفاة زميلة لها بعد معاناة مع مرض السرطان، اكتشفته متأخرًا نتيجة خطأ في التشخيص أدى لتأخر علاجها! وأحزنني وإن كانت قد حظيت بسرير في أحد المستشفيات الحكومية حتى وفاتها ولكن لم تكن مستشفى متخصص في الأورام، فقد حاولت أسرتها إدخالها عددًا من المستشفيات المتخصصة بالأورام وتم رفض الحالة لتأخرها!

لقد شعرت بالمرارة لأجلها ولأمثالها، وأتساءل: حتى لو كان مريض السرطان ميؤوسًا من علاجه ألا يوجد ما يسمى بالعلاج التلطيفي لحالته؟! وأين التأهيل النفسي لتخفيف معاناته وأسرته! فكل مريض مهما كانت درجة إصابته بهذا الخبيث يتوجب على المستشفيات المتخصصة في الأورام قبول حالته ومتابعتها وإن ميؤوس منها! إلا أن سبب رفضهم عادة يعود إلى عدم القدرة الاستيعابية والتي لا تمكنهم قبول جميع الحالات!

ولذلك نحن بحاجة ماسة إلى بناء مستشفى ضخم متخصص لعلاج الأورام وبقدرة استيعابية وكفاءة عالية تستقبل كل الحالات مهما كانت درجة الإصابة مبكرة أو متأخرة، لا يحتاج إلى واسطة ولا بيروقراطية ولا إلى دراسة الحالة لقبولها من عدمها! هكذا مستشفى مع مركز أبحاث علمي لعلاج أمراض السرطان سيحتاج إلى ميزانية ضخمة، ودون شك أن الدولة لا يعجزها بناء مستشفى ضخم بهذه المواصفات لأمراض السرطان، لكن لماذا لا تُتاح الفرصة للمواطنين المساهمة في بناء مستشفى يخصهم بتبرعاتهم من باب الصدقة الجارية، وأنا متأكدة أن كثيرين يتمنون وضع أموالهم قلت أو كثرت في مثل هذا المشروع الإنساني الذي سيحفظ كرامة إخوانهم المرضى من التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن واسطة أو لتجاوز بيروقراطية مسؤولين للحصول على سرير يحقق لهم العلاج الحكومي المتخصص بكفاءة عالية؛ ولا يرفض الحالات الميؤوس منها! على أن تكون حملة التبرع وعملية البناء تحت إشراف وزارة الصحة ومراقبة وزارة المالية لكل ما سيتم صرفه من أموال المواطنين المتبرعين؛ ولعلنا نستفيد من التجربة المصرية في بناء مستشفى سرطان الأطفال الذي تم بناؤه بحملة تبرعات شعبية وما يزال، ويعتبر أكبر مستشفى متخصص في علاج سرطان الأطفال في العالم بالمجان.

إننا أمام مرض يجب إدراك خطورة تزايد الإصابة به في ظل التلوث البيئي بمنطقة الشرق الأوسط، والتدخين، وقلة الوعي بأسلوب حياة صحية تفاقم مع تزايد الكسل برفقة الأجهزة الذكية، فلا رياضة، ولا نوم مبكر، ولا غذاء صحي؛ وعلينا ألا ننسى ونحن نسعى في تحقيق رؤية 2030 السعودية أهمية التنمية الصحية بجانب التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية؛ وبحسب تقرير جريدة الوطن المنشور في 8 يناير هذا العام، وصل عدد المصابين في العالم إلى 18,1 مليون حالة سرطان جديدة؛ وعدد الوفيات نحو 9,6 ملايين بحسب ما أعلنته جمعية السرطان الأمريكية لعام 2018م؛ أما في السعودية فبحسب التقرير المنشور بلغت الإصابات حسب السجل الوطني للأورام إلى 16 ألف حالة منها 12 ألف حالة للسعوديين!

أعتقد علينا أن نسأل بصراحة: هل القدرة الاستيعابية في مستشفياتنا الحكومية الحالية قادرة على تحقيق جودة صحية مستقبلية!؟ إننا نعاني حاليًا بسبب تأخر المواعيد الطبية لفترات طويلة في بعض المستشفيات ويمكن تحمل ذلك مع ماء بيضاء في العين أو متابعة سكري وضغط دم أو حتى ألم المفاصل، لكن لا يمكن تحمل ذلك مع مرض خبيث!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store