كتاب جدة

انتهى معرض جدة الدولي للكتاب في دورته الخامسة، على أمل أن يتجدد لقاؤنا به في العام القادم بمشيئة الله، فهو واحد من أهم الفعاليات والمعارض التي تشهدها مدينة جدة ويزيد من جماله موقعه ومجاورته للبحر، خاصة في هذه الأجواء الجميلة، وقد زرته خلال إقامته في الأيام الماضية أكثر من ثلاث مرات. ولأنني كغيري حريصون على هذا الحدث الثقافي الكبير في مدينة جدة، فإنني أرغب في طرح بعض النقاط وبعض الأسئلة، وأرجو أن لا تعتبروها نقداً بقدر ما هي ملاحظات واستفسارات قد يتقبلها المسؤولون عن المعرض مشكورين لتسهم مع ما تلقوه من آراء للزوار في تطوير هذا الحدث المهم، وهي كالتالي:

· التوقيت أو موعد المعرض:

هل لو أقيم في فترة إجازة بين الفصلين سيكون أفضل أم ينشغل الناس بالترفيه والسفر؟، وهل لو أقيم مع بدء الفصل الدراسي بعد الإجازة سيكون أفضل أم أن الناس سيكونون مشغولين ببدء الدراسة؟، إذاً ما هو الموعد المناسب؟ وهل قام المنظمون بعمل استقصاء لرأي الجمهور والناشرين عن الموعد المناسب؟، وبالتالي بناء وتحديد الموعد على أساس علمي.

· أسعار الكتب:

أسعار الكتب كانت مرتفعة.. وهي شكوى ترددت كثيراً من زوار المعرض ولمستها أيضاً، بينما عزا العارضون ودور النشر ارتفاع أسعار الكتب نتيجة ارتفاع تكلفة مشاركتهم من إيجار للمساحات في المعرض وتكاليف شحن وسكن وسفر وإعاشة يتم تحميلها جميعاً على مشاركتهم وبالتالي ينعكس ذلك على تسعيرهم للكتب.

وهنا تتبادر الأسئلة التالية، هل هذه المشكلة موجودة أيضاً في معارض الكتب الدولية الأخرى مثل القاهرة والشارقة وبيروت وفرانكفورت وغيرها؟، هل تتأثر الأسعار بنظرة الناشرين والعارضين للقوة الشرائية المحتملة لكل بلد؟، هل ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب والشراء من قبل الأفراد يعد فرصة للمكتبات والناشرين المحليين لإبرام عقود مع الناشرين القادمين من خارج المملكة؟.

· الإعلان والترويج:

الكثيرون يتحدثون عن ضعف الإعلان والترويج والتعريف بالمعرض مما ساهم في عدم وصول الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الناس، أيضاً التغطية الإعلامية للمعرض في هذا العام كانت أقل من الأعوام السابقة بشكل ملموس، فيما سجل مشاهير التواصل الاجتماعي شبه غياب عن المعرض وضعف مساهمتهم في تغطيته بما يليق بالحدث.

وختاماً كل الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والرمز الشامخ في عالم الثقافة والأدب على رعايته الكريمة وتكريم جيل الرواد من المثقفين والإعلاميين في هذه الدورة للمعرض، وكل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة الذي كان يشرف على سير تنظيم المعرض ويتابع جميع مراحله ويحرص على إخراجه بأفضل صورة، والشكر موصول أيضاً للمنظمين ولكل الجهات التي ساهمت في خدمة المعرض، والشكر والتقدير لشبابنا من الجنسين الذين كان وجودهم ومساهمتهم في تنظيم الحركة ومساعدة الزوار جهداً ونشاطاً رائعاً أضاف جمالاً إلى رونقه.