Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

نعم لإغلاق «العمرة».. وبلاش أحضان ودق خشوم..

A A
نعم لحكمة القرار السعودي بوقف استقبال رحلات «العمرة» وزيارة المسجد النبوي الشريف وعدم إصدار التأشيرات السياحية من الدول الموبوءة بإصابات فايروس «كورونا الجديد»، فهذا القرار بالغ الأهمية حفظاً للأمن الصحي محلياً ودولياً، محققاً الحماية للصحة العامة للمواطنين والمقيمين في السعودية؛ وأيضاً يحقق أمناً صحياً دولياً؛ فمصاب واحد من المعتمرين قادم من الخارج كفيل بنشر المرض بين جموع المعتمرين وعودتهم بعد ذلك إلى دولهم مصابين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة دولياً؛ ولذلك القرار السعودي بغلق «العمرة» وزيارة المسجد النبوي الشريف كان حكيماً ومحققاً للمصلحة العامة المحلية والدولية، وقد أشاد به كثير من علماء المسلمين؛ منهم الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف المصري حيث نقلت عنه جريدة الشرق الأوسط الدولية، بأن هذا القرار يندرج تحت قاعدة «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة» وله ما يبرره وهو مشروعية الحفاظ على الأرواح ودفع ما يعرِّضها للخطر المحقق أو الغالب على الظن.

وأرجو الله تعالى أن يتم الوصول إلى علاج هذا الفيروس الخطر والسريع الانتشار، وحل هذه الأزمة الصحية الدولية قبل حلول موسم الحج هذا العام؛ لأن هذه الأزمة ما لم تُحل في الوقت المناسب، فمن المؤكد أن وقف الحج أو تقنينه لهذا العام سيكون ضرورة حفظاً للأمن الصحي المحلي والدولي، وندعو الله أن يتوصلوا إلى العقار الطبي المعالج للفايروس.

من جانب آخر لا يمكنني إغفاله هنا، والمتمثل في أسوأ عاداتنا الاجتماعية غير الصحية، والتي ـ للأسف- من خلالها تتناقل الكثير من الأمراض المعدية خاصة الأنفلونزا والرشح؛ بما نقوم به خلال لقاءاتنا ببعضنا بعضاً حتى مع من لا نعرفه معرفة وثيقة؛ في المناسبات، حتى البسيطة كاللقاءات الأسبوعية وفي الاستراحات وأحياناً اليومية في العمل أو الأماكن العامة حين نلتقي مصادفة بمن نعرفهم، إذ نتبادل الأحضان و»دق الخشوم والتبويس» كنوع من الترحيب والمجاملات العاطفية، بينما المصافحة الأَوْلى والأفضل والأصح بدلاً من المجاملات التي لا داعي منها. وأستغرب حقيقة، إذ المفترض أن هذه الأحضان والقبلات تكون مع الأشخاص الأعزاء جداً وفي حدود ومناسبات ضيقة، أو مع شخص غائب فترة زمنية وليس مع شخص رأيته بالأمس!!، وهذا الأمر من المجاملات تراه على مستوى الرجال و النساء على السواء؛ ونتناسى أن هذه العادات كفيلة بنقل الأمراض المعدية وما معها من فايروسات؛ لكن اليوم ونحن نواجه «فايروس كورونا الجديد»، أعتقد أن علينا تصحيح هذه العادة الاجتماعية ونعمل على ممارستها في حدودها المعتبرة.

وصحيح ولله الحمد لا توجد في السعودية أي إصابات حتى الآن وبإذن الله يدفعه الله عنا بفضله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة السعودية في مختلف المجالات لمنع وصوله إلى الداخل؛ إلا أن علينا جميعاً مواجهة هذا المرض المجهول بالوقاية الذاتية وأخذ الاحتياطات قدر ما نستطيع بالمحافظة على النظافة الشخصية وتصحيح عاداتنا الاجتماعية لتكون أكثر صحية والتوقف عن المجاملات الفارغة وبلاش «أحضان ودق خشوم»!! لأن الوقاية خير من العلاج وزيارة المستشفيات.. أليس كذلك؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store