Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

أزمة العقل العربي

A A
.. في خضم هذا الاصطخاب الأمريكي الصيني والذي وصفه الصينيون بـ»حافة الحرب الباردة»، يحاول العالم أن يستفيق من جائحة كورونا، وصخب «التنين» و»الكابوي» يدفع بدول العالم إلى مزيد من الدوران حول نفسها من ملاحقة كل هذا الضجيج السياسي، وملاحقة اقتصادها ومشكلاتها الداخلية..!!

*****

.. يقول أحد الكتاب السياسيين: بتنا نعرف أن حقيقة كورونا هي في جعبة من يدعي البحث عن حقيقتها..!!

*****

.. ويقول أحد الصحفيين الأمريكيين: هناك من وقع قرارًا بالدعم على أضرار كورونا من العام 2019..

أريد فقط أن أفهم عن أي حقيقة يبحث أولئك..!!

*****

.. ثمة إيماءة: أزمتنا في من يحاول أن يمنحنا دروسًا في إدارة أزمة ربما كان هو أحد أسبابها..!!

*****

.. كتاب ومحللون غربيون راحوا يستطلعون ما وراء الأكمة وخرجوا بالكثير من التسريبات وربما ببعض الوثائق..!!

*****

.. آخرون ألمحوا إلى إيحاءات بأن عالم ما بعد كورونا لن يكون هو ما قبلها.. ربما نشهد تغيرًا في التحالفات والقوى..!!

*****

.. في عالمنا العربي انشغل إعلامنا باجترار التخويف وبأنواع التعقيمات..!!

*****

.. وبعيدًا عن صخب «مسؤولية كورونا» عند من هم ربما الأكثر دراية بالخفايا والنوايا.. فإن فرضية «التغيير» قد تكون أبرز النتائج المهمة وليس مجرد المحاسبة أو التعويضات..!!

*****

.. هل سنشهد تغيرًا «ما» في خريطة القوى، وفي التحالفات؟

الذي لفت انتباهي هو أن الصين رغم دبلوماسية التهدئة التي انتهجتها في مواجهة الاتهامات الأمريكية إلا أن نواياها باتت واضحة في دخول معترك الصراع العالمي وهي التي كانت تنأ بنفسها كثيرًا عن الصراعات والحروب.

لعلها تريد ان تدخل صراع القوى بدلا من مجرد متفرج عليه..!!

*****

.. هل آنست الصين في نفسها القوة بعد كل تلك الفترة؟.. هل هو استنساخ من التجربة الروسية..؟!

*****

.. يبدو ذلك فـ»التنين» غادر سور الصين العظيم، وبدأ بإنشاء بعض القواعد العسكرية كالتي في إثيوبيا، وما تمثله من أهمية إستراتيجية، وكذلك المشاركة مع بعض القوات الأممية للمرة الأولى.. وما بدأ يظهر من مساعدات وبناء علاقات...!!

*****

.. والسؤال الذبيح: هل لدى العرب أي تصور أو أي إستراتيجية لما بعد كورونا..؟!

*****

.. ولقد أثار انتباهي بعض الكتاب العرب الذين استبقوا الأحداث وراحوا يعيدون لنا بعض ممارسات خيباتنا العربية...!!

*****

.. في الستينات تشطرنا وتنوعت انتماءاتنا ما بين المعسكرين الغربي والشيوعي.. ومرت الدول العربية بفترة عداءات مريرة فيما بينها أكثر مما قد يحدث بين دول المعسكرين...!!

*****

وتبعًا لذلك كنا نتقاذف -كإعلاميين عرب- الحجارة والملح بسبب هذه الولاءات.. فهذا إعلامي شيوعي، وهذا إعلامي صهيوني.. ولم نبق لوجوهنا ولأوطاننا ما يحفظ كرامتها بسبب هذا الاصطفاف البغيض.!!

*****

.. الآن بعض أصوات النشاز تحاول أن تستعيد ذات الدور.. تذّكر بجريرة المعسكر الشيوعي وما جره علينا من نكبات وتخلف وهمجية.. وتلهب الحماس لغرب الحضارات.. وفضائله في إيصالنا الى ما نحن فيه..!!

*****

.. ياسادة التاريخ يحفظ الكثير من المجازر والمذابح والتهجير التي لحقت بالمسلمين.. لكن في المقابل هل الغربي هو التقي النقي؟

لن أذهب بكم بعيدًا من دمر العراق؟ من عمل مخطط الشرق الأوسط؟ ومن فعل ثورات الربيع العربي؟ من أحضر داعش؟ من أعطى لأردوغان الضوء الأخضر حتى يستنسخ من ليبيا سوريا أخرى؟

*****

.. علينا أن نستعيد قراءة التاريخ، فأزمتنا الحقيقية ليست مع العالم ولكن مع العقل العربي المأزوم أصلا بخيباته وانكساره...!!

*****

.. ليتكم يا سادة تدعون إلى «مشروع عربي» نصطف معه وخلفه بدلا من التشرذم والركض خلف الآخرين..!!

*****

.. يقول المنفلوطي: «ظلمة القلم أثر من آثار ظلمة العقل»..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store