Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

عودة البهجة أم الحذر؟

A A
هذه العلاقة المجدولة بالحب والعطاء، بالولاء والثقة، بين الشعب والدولة، في وطننا الغالي، أثمرت بهجة العودة إلى أنشطة الحياة، التي جمدتها جائحة كورونا..

الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والوزارات والهيئات والمؤسسات التي تمثل أذرعًا تتحمل أعباء تقديم الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية والأمن والسلامة للمجتمع والوطن بما فيه ومن فيه.

أما الشعب فهو المواطن بكل تنوعه وأطيافه، وكل من يقيم على بقعة صغيرة من أرض هذه المملكة العظيمة حتى المخالف لنظام الإقامة لم يقص عن تقديم الخدمة العلاجية له، أسوة بالمواطن والمقيم النظامي إذا تعرض للإصابة بفايروس كورونا.

هذه العلاقة الفريدة بين الدولة والشعب جدلت بالحب والعطاء، بالولاء والثقة؛ بأن كل قرار تتخذه الدولة ينضوي على مصلحة آنية أو مستقبلية، دون تذمر، أو مخاتلة الشك للقلوب في سلامة الإجراءات والقرارات الآن أو غدًا.

من كان يتغنى بالديموقراطيات الغربية، أو من كان يدعو إلى الأخذ بقيم الحُكم الغربية، يمكنكم تخيل مواقفهم الآن أو ضمائرهم وهي تغرق في خذلان جلل بعد هذه الجائحة، ورؤية الغرب بقيمه الديموقراطية وانهياراته وتخليه عن المواطن في مواجهة مصيره، يمكنكم التيقن بأن أولئك الذين كانوا يخطبون ود الديموقراطيات الغربية، إما صامتون أصيبوا بالخرس بعد رؤيتهم الدولة التي منحتهم كل هذه الرعاية المتكاملة في حلهم وترحالهم، فلم نعد نسمع لهم صوتًا ولا همسًا!

كل قرارات الحظر ورفع الحظر استقبلها المواطن والمقيم بكل الحب والطاعة والثقة في سلامة القرارات والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة.

لم يكن الجلوس في المنزل كل هذه المدة الطويلة سهلا، لكنه لم يكن صعبًا، ونحن نجد كل ما نحتاجه سهل المنال، حتى الكماليات، كلعب الأطفال والملابس والأثاث، كلها كانت تطلب عبر الانترنت، تصل بسهولة وبأقصى درجات الأمان، أما بالنسبة للمواد الغذائية والاحتياجات الطبية فهي متوفرة على مدار الساعة، تصل مباشرة، مع سهولة في وسائل التواصل والدفع، والاستلام.

أما من أعاقته إمكانياته عن الاستفادة من كل تلك الخدمات، تولت الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والخيريين إمداده بكل احتياجاته، حتى تلك الأحياء المعزولة، لم تعزل عن الخير، بل تدفقت إليها المواد الغذائية في تجلٍ فريد لتعاون المواطن والمسؤول ورجل الأمن، كي يتدفق الخير كمياه النهر بعذوبة وسلاسة.

«توكلنا» عبارة جميلة عنونت برنامج طلب تصريح لتموين عاجل لمدة ساعة، بمعدل أربع ساعات في الأسبوع، في نطاق الحي، كذلك تصريح المشي أو ركوب الدراجة لمدة ساعة وهو على مدار الأسبوع في أي وقت خلال الحظر، ما ساهم في بهجة مختلفة، لدى كثيرين، وهو تطبيق ذكي وحميم.

كل البرامج والتطبيقات التي تم توفيرها منذ وصول هذه الجائحة إلى ديارنا، لتخفيف وطأة الحظر والتباعد الاجتماعي، ولمساعدة المواطنين على تحمل فترات الحظر التي وصلت في بعض الأوقات إلى 24 ساعة.

والآن بعد أن وفت الدولة وعدها، والتزمت بالموعد الذي حددته مسبقًا، نهاية شوال، انتظرنا هذا الموعد بشوق بارح، وانتظرنا معه انحسار هذه الجائحة انحسارًا يجعل عودتنا إلى ممارسة أنشطة الحياه آمنة، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، لذلك علينا ألا نفرط في بهجة العودة، والتعرض للعدوى أو المساهمة في الانتشار الوبائي لكورونا المستجد، علينا توخ الحذر، نعود على خطى الحذر، يكفي هذا الإحساس بحرية الحركة والخروج أي وقت، لنحافظ على نعمة ممارسة أنشطة الحياة الاقتصادية والأنشطة التي لها علاقة بالتزاماتنا العملية والعلمية، وترك الأنشطة التي تستدعي التقارب الاجتماعي المؤدي إلى العودة إلى قيود حظر التجول!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store