Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

من أغرق لبنان وأحرق بيروت؟!!

A A
كل الكلمات والمقالات والقصائد هباء أمام كارثة تفجيرات مرفأ بيروت، فالمشاهد التي تنقلها شاشات التلفزيون أو شاشات الأجهزة الذكية مؤلمة حد الوجع.

عندما سمعت عن تفجير في مرفأ بيروت، تصورت أنه تفجيرًا صغيرًا كالتي تحدث في بيروت، فالتفجيرات والاغتيالات أصبحت سمة من سمات الحياة في لبنان، فعندما كنت ضمن وفد تنشيط السياحة في بيروت عام 2014م، مع نخبة من السعوديات، حدثت ثلاثة تفجيرات على مدى أيام الزيارة، أولها يوم وصولنا بيروت، لكن لم نشعر بها، علمنا بحدوثها من خلال اتصالات الأهل القلقة، لأنهم يشاهدونها في الأخبار، مع أن التفجيرات المتلاحقة أو المتباعدة، صغيرة أو كبيرة، دامية ومرعبة وهي أعمال تخريبية وإرهابية، إلا أن تكرارها في لبنان تحول إلى أمر عادي، أولا، وثانيًا، وهذا هو الأهم، حرم محبي لبنان من ارتيادها، وأنهك بالتالي الاقتصاد الذي يقتات من السياحة.

عندما شاهدت التفجيرات، على شاشة العربية، لم أصدق، أن هذا يحدث في بيروت، بلد الحب والجمال! توالت المشاهد الموجعة، وارتفعت حدة الغضب لدى اللبنانيين، ضد الحكومة والبرلمان، وأصبحنا نتابع الضمير الإنساني لدى المطالَبين بالاستقالة، لتحمل مسؤولية مثل هذه الحادثة البشعة التي سبقتها حوادث عديدة جعلت اللبنانيين يخرجون إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة للضغط على الحكومة لتقديم استقالتها، لكن لا حياة لمن تنادي، الجميع متشبث بالكراسي، ولسان حالهم يردد المثل الشعبي: «أنا ومن بعدي الطوفان»!

حتى كتابة هذا المقال، لازال العالم يتابع قرار الاستقالة الجماعية، لكن الغريب أن أحد الوزراء علق على طلب استقالة الحكومة بأنه تخلي عن المسؤولية، وكأنه يراوغ الحقيقة، لأن استقالة الحكومة تسهل محاكمة المسؤولين عن الانفجار الزلزال في مرفأ بيروت، وعن هذا الانهيار الذي حدث في لبنان!

المسؤول في منصبه، خصوصًا الوزراء والنواب، يتمتعون بحصانة من الاعتقال والتحقيق، لكن استقالتهم ترفع تلك الحصانة وتحولهم إلى أفراد يمكن مساءلتهم وتوجيه أصابع الاتهام في حالة مسؤوليتهم عن تلك التفجيرات وما أوصل لبنان إلى هذه الحالة المأساوية في كل أوجه الحياة.

صحيح ما يحدث في لبنان شأن بين الشعب اللبناني وحكومته أو مؤسساته، لكن لبنان له مكانة في قلوب العرب، لكل منا ذكرياته الحميمة مع لبنان، ومع اللبنانيين، فلا يمكن تغافل ما يحدث فيه، ولا معاناة مواطنيه، لذلك نتابع بوجع، ونرقب عسى أن ينتبه اللبنانيون، إلى مكمن الوجع وبؤرة الخراب والدمار في جسد لبنان!

حزب الله، الذراع القذرة داخل لبنان، حسن نصر الله وأتباعه في لبنان، قلص السياحة، أو أنه انهاها كليًا، فأغلقت أشهر المناطق السياحية مثل السوليدير، وتدهور الاقتصاد اللبناني حتى وصل إلى الحضيض، وأصبحت لبنان رغم ما حباها الله من جمال وتنوع طبيعة، بلد الأزمات والتفجيرات والاغتيالات.

هل يمكن لعاقل أن يتصور أن كل هذه المواد شديدة الانفجار، تخزن في الميناء الرئيس في المدينة الجميلة؟ لكنه الفكر الشيطاني لحزب الله الذي لا يراعي إلاً ولا ذمة، هو الذي استفز إسرائيل في عام 2006م، فشنت هجومًا جويًا على مناطق عديدة في لبنان، ضربت المطار ومناطق حيوية أخرى، تدمير شامل أحدثته إسرائيل في لبنان، قامت دول الخليج بإعادة الاعمار في ذلك الوقت.

لم تعد لبنان سويسرا الشرق كما كانت منذ مدت إيران ذراعها وتوغلت.. إيران المتربصة بمناطق الصراع، لأنها البيئة الصالحة لزراعة عناصرها، وبذر بذور الحقد في قلوبهم لدول الخليج جيران إيران الأزليين، لكنها جيرة محفوفة بالمطامع التوسعية لإيران، لكن أطماعها أغرقت لبنان في الأزمات وأحرقت بيروت، حمى الله لبنان وأعان اللبنانيين على استئصال بؤرة الخراب من جسد لبنان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store