لم يستطع أن يقول لها ما يريد..
فإنها من الأدب والأخلاق ما يجعله يشعر بحرج منها..
لقد كانت تملك خلقاً كريماً وأناقة ملحوظة..
وتصرفاً عالياً في حركاتها العفوية ومفرداتها..
تزوجها ولم يكن يملك هذه المواصفات..
غير أنه مجتهد في عمله.. موفق في نتائجه..
ولا تبدو عليه سمات علية القوم..
وبعد أن اقترن بها.. أصبح أكثر أناقة..
وأطيب قولاً.. وأصلح عملاً..
أحبها وأعجب بها أكثر..
يعيش في سلام المودة.. ورقة المعاملة..
قالت له.. أراك تريد أن تقول لي شيئاً تظن أني لا أعرفه..
تعجب وقال لها.. بكل صدق أريد أن أقول.. ولكني لا أعتقد أنك تعرفينه..
قالت.. تريد أن تتزوج لترى أولادك..
أُسقِط في يده وقال.. نعم..
وازداد إعجابه بها.. وحبه لها..
قالت.. تزوج.. فلا أريد أن أقف حائلاً بينك وبين رغباتك.. وقد قضى الله في ما يشاء..
لم تصدر منها آهة.. أو دمعة عين.. أو تعبير ينم عن عدم القبول.. فقد تماسكت بقوة إرادتها..
لم يتحرك وكأنه عمود صخر..
نظر إليها.. وقال.. لن أفعل أبداً.. فيكفيني وجودك بجانبي.. أماً وابنة وزوجة وأختاً.. والله إني أحبك..
هنا شهقت وذرفت دمعها.. ورمت رأسها في حضنه..
لم تمر على هذه المواجهة أكثر من شهر واحد ليعلمها الطبيب بأنها حامل..
أنجبت له توأماً..
فرحا وشكرا وحمدا..
ولا تزال تحمل سنة بعد أخرى..
حتى أصبح أولاده ثمانية..
قالت له.. كفى..
روح اتجوز..
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
