Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قمة العشرين وتحديات المستقبل

A A
في زحمة الأحداث من بداية العام ٢٠٢٠م تقود المملكة العربية السعودية مجموعة العشرين بتنظيم محكم عن بُعد في ظل الظروف التي فرضتها على العالم جائحة كورونا بكل أبعادها الصحية وتداعياتها على الدول وأنظمتها الصحية وكثرة أعداد المصابين والوفيات في كل دولة وفي مقدمتها دول العشرين التي عانت وسجلت أعلى نسبة من الوفيَات بسبب وباء كوفيد-١٩ والتباين في نسب التجاوب للتحديات التي فرضتها أزمة كورونا وكشفت نقاط الضعف في المؤسسات الطبية في أغنى دول العالم بشكل مخيف ومعيب وكاشف فاضح للإخفاق المؤلم، عندما يعجز الثراء عن توفير أهم حاجات الإنسان -العلاج الطبي في وقت الأزمات-، وهذا يعري عجز النزعة المادية على حساب التقصير في توفيرالأساسيات لحياة الإنسان على كوكب الأرض.. وبرغم الوفرة المادية المهولة إلا أن سوء الإدارة وغياب عدالة التوزيع بين أطياف المجتمعات لضمان الحد المطلوب المستدام لمتطلبات الإنسان أدى إلى ذلك.

وقد شاءت الأقدار أن يأتي دور المملكة لاستضافة قمة العشرين في هذا العام الذي لم يكن كغيره من الأعوام السابقة وسيذكره التاريخ بوباء كورونا وتعطل الحياة في جميع دول العالم وتأثر الاقتصاد وازدياد البطالة وتوقف كامل للنقل الجوي وتكبد الصناعة خسائر ببلايين الدولارات وخلق أزمات سياسية في أمريكا وأوروبا بكل ما يترتب على تداعياتها من أزمات عالمية قد تجر إلى حرب كونية ثالثة، كما حذر من ذلك كبير خبراء السياسة في أمريكا هنري كيسنجر وركز على خطورة احتدام الأزمة بين الصين العملاق الصاعد والولايات المتحدة الأمريكية المهيمن منذ الحرب العالمية الأولى في بداية القرن العشرين والذي انفرد بسياسة القطب الواحد بعد تفكك منظومة الاتحاد السوفييتي في الربع الأخيرمن القرن الماضي حتى أتى ترامب بسياسته الاستفزازية وبدأ توجهه يهدد بهدم كل منجزات أمريكا السابقة.

وفي 3 نوفمبر القادم سيشهد العالم الاختبار الصعب للشعب الأمريكي فإما انتخاب ترامب لولاية ثانية وتحمل تبعات ذلك أو انتخاب جو بايدن ورفض ترامب النتيجة ودخول أمريكا في أزمة سياسية عواقبها غير معلومة.

ومن المشهد الحالي قبل موعد الانتخابات بـ15يومًا لا يستطيع أحد التكهن بأن انتقال السلطة بعد الانتخابات الأمريكية القادمة سيكون سهلًا كما حصل في الماضي.

والسؤال هل القوة والثراء ستحمي الولايات المتحدة من انقضاض فوضى عارمة تنتهي بانقسامات وحرب أهلية ودستور جديد؟.

لا أحد يتمنى ذلك لأنها ستكون كارثة كبرى على العالم ولكن المؤشرات في ذلك الاتجاه قوية.. يمكن القدر يحل أزمة كورونا وأمريكا بقبضتها مفاتيح النظام العالمي بأسره ولا يوجد بديل في عالم تكيف حول الإنجازات المبهرة التي يقودها الدولار والتفوق الاقتصادي والعسكري يميزها عن غيرها في هذه المرحلة.

إن خطورة الوضع في أمريكا لا يمكن الاستهانة به لأهميتها للنظام العالمي بمجملة.. خاصة في ظل ما أحدثه وباء كورونا من رعب بين سكان العالم وعدم وجود لقاح معتمد من جهات موثوقة منها منظمة الصحة العالمية المراقب المسؤول أمام دول العالم..!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store