Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

يا أمان المُستيقظين!!

A A
في زمن جائحة كورونا صِرْتُ أحايين كثيرة أنامُ مُبكِّراً، مثلما يفعل أخونا في الأمم المخلوقة.. الدُجاج، ولمَ لا أفعل مثله وأنا آكله أكثر ممّا آكل لحوم الأنعام والأسماك؟ وربّما اكْتَسَبَتْ جيناتي من جيناته نزْراً غير يسيرٍ من الصفات!.

ومن يَنَمْ مُبكِّراً يستيقظ مُبكِّراً، أيضاً مثل الدُجاج، وهناك مثل ألماني يقول «من يريد اصطياد الثعلب عليه أن يستيقظ مع الدجاج»، والحمد لله الذي جعلني مسلماً سعودياً وليس مسيحياً أو مُلْحِداً ألمانياً، وليس عندي ثعلب لاصطياده، بل عندي صلاة فجر عليّ إدراكها حاضراً، لعلّي أصبح في ذمّة الله التي لا يخيب أصحابُها في الدنيا والآخرة، ثمّ أفعل بعد استيقاظي المُبكِّر ما أشاء!.

وفي يوم الخميس الماضي بدأْتُ حالة هذا الاستيقاظ بمشاهدة قناة CNN الأمريكية، فوقعت عيناي على المناظرة الانتخابية بين المُرشّحيْن لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، الجمهوري مايكل بنس والديموقراطية كامالا هاريس، والأول شعوبي أبيض مثل لون شعره، والثانية سمراء ابنة مُهاجِرِين قد ينتهي بها الأمر نائبةً للرئيس أو حتّى رئيسة إذا تُوفّي الرئيس، ولا يشترك الاثنان في شيء سوى عملهما الدؤوب لجلب المصالح الأمريكية والإسرائيلية ولو على حساب العالم!.

ولأنّ ضِيقاً يصيبني من «رَغْي» السياسيين الأمريكيين، قَفَلْتُ التلفزيون في وجهيْهما، وبدأتُ أتصفّح جريدة المدينة، فإذا بزاوية «شمس وقمر» للكاتب يعقوب إسحاق المُعنْوَنَة «للتأمّل»، وفيها اقتبس هو عبارة «الدُنيا مُلْك لمن يستيقظ مُبكِّراً» ولأنِّي مُستيقِظ مُبكِّر جلسْتُ أتأمّل العبارة، أهي حقاً صحيحة؟ إن كان المقصود بها هو معاصرة المُستيقِظ لنشاطات النهار الذي هو نصف اليوم فهي صحيحة، وإن كان المقصود بها هو أنّ الدُنيا قد أوتيت للمُستيقِظ على عاهن الاستيقاظ المُبكِّر فقط فهي غير صحيحة، فكم من مُستيقِظٍ قد استيقظ مُبكِّراً للبحث عن وظيفة فلم يجد، أو للعلاج من مرض عُضال في مستشفى فلم يُشْفَ، أو لمتابعة قضية في المحكمة فخسرها، ولسْتُ متشائماً، وإنّما أقترح أن تكون العبارة: الدُنيا مُلْك لمن يستيقظ مُبكِّراً على طاعة الله ورجاء بركته، وقد عافاه الله بفضله ومنِّه في نفسيته وجسده وذريته وأهله وبيته وماله، ويا أمان المُستيقظين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store