Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

كرامة الموظف

A A
الاختلاف في وجهات النظر أو أسلوب وطريقة إدارة العمل قد يتسبب في توتر العلاقة بين الموظف وجهة العمل، وفي ظل عدم وجود أسباب قانونية وإدارية قوية تمكن الإدارة من الاستغناء عن بعض الموظفين الذين لم تعد جهة العمل في حاجة لهم أو تعتقد بأن الأدوارالمطلوبة منهم قد انتهت ولم يعد لديهم ما يقدمونه فإن بعض جهات العمل تلجأ إلى التفنن في إذلال بعض أولئك الموظفين وإهدار كرامتهم رغبة في أن يتقدموا باستقالاتهم ويتركوا العمل بإرادتهم.

يحكي لي البعض عن بعض تلك الأساليب التي تطبقها بعض تلك الجهات على أولئك الموظفين فمنها بذل الجهود الممكنة لإحباطهم والتأثيرعلى نفسياتهم بأن يتم نقل مكاتب بعضهم إلى أماكن غير صحية ولا تتوفر فيها الخدمات الأساسية أو إلغاء بعض البدلات أوالحوافز الخاصة بهم كالتنقل أو تغيير المسميات الوظيفية بدعوى إعادة الهيكلة أونقض الوعود المبرمة معهم أوعدم دعوتهم للاجتماعات أو عدم ضمهم لعضويات اللجان أو المجالس التي يتم تشكيلها أو أخذ القرارات الإستراتيجية المرتبطة بأعمالهم والإعلان عنها دون علمهم أو سحب المسؤوليات والصلاحيات منهم وتوجيهها إلى آخرين أو ترقية آخرين ومضاعفة مسؤولياتهم مقابل حرمانهم من تلك الترقيات، وهكذا تتنوع أساليب النيل من كرامة أولئك الموظفين حتى تضعف مقاومتهم ويحبطوا أو ينهاروا ويرضخوا للشروط المقدمة فيتركوا عملهم.

شيء مؤسف ومؤلم أن تلجأ بعض تلك الجهات لمثل تلك الأساليب الممقوتة في التعامل مع الموظفين ولا تقدر أو تحترم العلاقة التعاقدية معهم ولا تراعي ظروفهم، فالموظف مهما كان إنسان وفرد في نهاية المطاف ولن يكون بحجم الجهة التي يعمل بها، وعلى تلك الجهة أن تحترم أخلاقيات العمل قبل كل شيء خصوصاً إن كان أولئك الموظفون ممن عملوا لديهم لفترات طويلة.

أولئك الموظفون للأسف لا يملكون إزاء تلك التصرفات وللحفاظ على كرامتهم إلا الخروج والبحث عن بدائل ولكن أحياناً تضطر لقمة العيش والظروف التي قد لا تساعد في الحصول على فرص عمل أخرى من البقاء ولذلك فإن على أولئك عدم الاستعجال والتسرع فقد تتغير الأمور وقد يكون الصبر خيرعلاج لبعض تلك الأوضاع الوظيفية المريرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store