Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل حقاً أمريكا حريصة على حقوق الإنسان...؟

A A
الازدواجية في السياسة الأمريكية لا تحتاج لمن يكشف عورتها، فهناك الممارسات العنصرية ضد السود شواهد صارخة داخل المجتمع الأمريكي تتعلق بحقوق الإنسان لم تستطع الإدارات الأمريكية المتعاقبة معالجتها برغم الثراء والتفوق التقني وقوة الاقتصاد ومشاركة المواطنين السود في كل جوانب الحياة فناً ورياضة وعسكرية وغيرها. والحالة الثانية موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية برغم كل الممارسات الإسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني خلال سبعين عامًا مضت ومازالت تغض الطرف وتوفر الغطاء السياسي المطلق لحماية إسرائيل من أي عقوبة ضدها إلى درجة أنها جعلت من مجلس الأمن وقراراته مهزلة عبثية بسبب دعمها المطلق لإسرائيل. والمتابع للإعلام الأمريكي المسيَّس يدرك أن هناك بُغضاً للعرب والسعودية على وجه الخصوص يبث سمومه باستمرار لسببين رئيسيين، القوة الناعمة الممثلة في أرض الحرمين الشريفين والروابط الروحية لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم تبذل السعودية بسخاء على التطوير والتسهيلات لتمكين المسلمين من أداء مناسك الحج والعمرة والزيارات بيسر وسهولة في جو آمن برغم تزايد الأعداد في كل عام يُضاف إلى ذلك مشاركة السعودية الإيجابية في دعم المناطق والدول المنكوبة مباشرة ومن خلال برامج منظمات الأمم المتحدة وكذلك نجاحها بين دول العشرين والمحافظة على توازن أسعار الطاقة وضمان تدفقها وأهميتها للاقتصاد العالمي بكل ما يعنيه ذلك لحياة الإنسان في كل مكان من العالم، ومع ذلك تمن على السعودية لأنها تشتري منها أسلحة مدفوعة الثمن مقدمًا وبأعلى الأسعار متناسية ما يعنيه ذلك لاقتصاد أمريكا والدول الكبرى بصفة خاصة. والرئيس جو بايدن الذي عمل في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لما يزيد على ثلاثة عقود مطلع على دور السعودية في محاربة الإرهاب ولكنه يتجاهل ذلك بسبب هوامش سياسية رديئة تحركها سياسة الكوميديا السوداء في داخل أمريكا وخارجها. وإذا كان جو بايدن ومستشاروه يظنون أن السعودية لن تتعامل بالمثل -عندما قالوا إن مصلحة أمريكا أولاً- فهم واهمون بأن شروط اللعبة السياسية التي يهددون بتغييرها من طرف واحد ستبقى على ما هي عليه من قبل القيادة السعودية لأن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع السعودية عميقة والحفاظ عليها يتطلب فهماً وتعاوناً من الطرفين بدون وصاية وسياسة لي ذراع.
تدخل التحالف في اليمن بقيادة السعودية كان ومازال من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وإعادة الحكومة الشرعية ومحاربة بؤر الإرهاب بالتعاون مع الإدارات الأمريكية والتصدي لسياسة إيران العدوانية في المنطقة والسعودية لن تساوم على أمنها واستقرارها لأن أمريكا أو غيرها يريدون ذلك. والشعب السعودي يقف بحزم خلف قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان يحفظهم الله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store