Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أطفال سوريا في نظر اليونسيف!

A A
بالتأكيد هم أكثر حظًا من غيرهم!.. وبالتأكيد سيعرف العالم مصيرهم على العكس من نظرائهم!.

أتحدث هنا عن الأطفال المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية، مقارنة بأولئك الذين لم يعبروا خطوط الفقر والجوع والتشرد في أنحاء العالم.

ورغم أن وزير الأمن الأمريكي الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، يشير الى دعم الجهود المبذولة لكي يتم مؤقتاً إيواء آلاف الأطفال الذين عبروا الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بمفردهم وسط انتقادات بأن السلطات تحتجزهم فترات طويلة في مرافق مكتظة، فإن أمثالهم على حدود بين دول العالم خاصة في افريقيا وآسيا، يحتاجون لمن يمد يد المساعدة لهم..

تذكرت جولاتي الأفريقية والآسيوية التي كنت أهتم خلالها بوضع الأطفال، وتذكرت رسالة مفتوحة إلى أطفال العالم، وجهتها المديرة التنفيذية لليونيسف السيدة هنرييتا فور في الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، وتتضمن مصادر للقلق وأخرى للأمل!، وحين رحت أدقق في مصادر القلق وجدتها كلها أو جلها تنطبق على أطفال سوريا، وفي ذلك تقول هنرييتا لأطفال العالم:

أنتم بحاجة إلى الماء النظيف والهواء النقي والمناخ الآمن، ومن المحتمل أن يعيش واحد من كل أربعة منكم، وأن يتعلم في مناطق نزاعات وكوارث،

وسيكون الآلاف منكم غير موجودين مطلقًا بصفة رسمية ما لم نتخذ إجراءً، وقد تكونون جيلَ المواطنين الأكثر شكّاً على الإطلاق!.

انتقلت للجزء الخاص بالأمل، في رسالة السيدة هنرييتا، ولم أكن أتصور أنها ستسوق أطفال سوريا على سبيل المثال!! وفي ذلك تقول: إن لبعض الدول سياسات فعالة لتمكين اللاجئين من الاستمرار في الدراسة. فعندما وصلت أعداد ضخمة من الأطفال الهاربين من الحرب في سوريا إلى لبنان، واجهت الحكومة اللبنانية تحديات تتعلق باستيعاب مئات الآلاف من الأطفال في منظومة المدارس الحكومية الرازحة أصلاً تحت الضغط، لكن هذا البلد قد تمكّن، وبدعم من الشركاء الدوليين، من تحويل هذا التحدي إلى فرصة حيث قام بإلحاق أطفال اللاجئين في مدارسه مع تعزيز النظام التعليمي للطلاب اللبنانيين في الوقت نفسه. وبمساعدة الابتكارات الرقمية بتنا اليوم قادرين على القيام بما هو أكثر من ذلك. وترجمةً لذلك، تتعاون اليونيسف مع شركة مايكروسوفت وجامعة كامبريدج على تطوير «جواز السفر التعليمي» وهو عبارة عن منصة رقمية لتيسير فرص التعليم للأطفال واليافعين داخل الحدود وخارجها.

قلت ما أجمل هذه الصورة الوردية التي رسمتها سيدة اليونسيف، هل هذا هو ما حدث بالفعل مع أطفال سوريا؟! مع مائة، مع ألف؟ وماذا عن الآلاف الباقين؟! عانيت حتى وصلت لتاريخ الرسالة فوجدتها صدرت عام 2019 فهل تغير الحال مثلاً؟!، وهل كان في الأساس على النحو الذي وصفته؟، وهل تتابع المنظمة العريقة ما جرى ويجري الآن بمناسبة مرور 10 سنوات على الحرب في سوريا؟!. أتحدث هنا عن أطفال سوريا، فما بالكم بل ما بال السيدة هنرييتا بأطفال فلسطين؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store