Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

وهم رحلات العمل

A A
جاءت جائحة كورونا فغيرت الكثير من المفاهيم بشأن طبيعة بعض الأعمال وفي مقدمة ذلك مكان العمل، فعلى مدى قرابة العام ألزمت الجائحة الكثير من الموظفين للعمل من منازلهم بعيداً عن مكاتبهم في حين عمد البعض على التناوب سواء بالنسبة لوقت أو مكان العمل.

كما أثبتت الجائحة بأن وسائل التقنية وفي مقدمتها شبكة الإنترنت حررت الكثير من الموظفين من ضرورة العمل في مواقع محددة والالتزام بمكاتبهم وأثبتت الجائحة بأن العمل خارج إطار المكاتب قد ساهم في ارتفاع مستوى الإنتاجية وجودة العمل خصوصاً عبر الجولات الميدانية والتفقدية والتي يقوم بها البعض ميدانياً للتأكد من طبيعة سير العمل.

من المفاهيم الأخرى التي ساهمت جائحة كورونا في تغييرها في طبيعة العمل هو رحلات العمل والتي كانت تستنزف من البعض الكثير من الوقت والجهد والمال وذلك لحضور الاجتماعات المختلفة في العديد من المدن أو الدول وكانت تلك الرحلات تعتبر بالنسبة للبعض من أساسيات العمل التي لا يمكن أن ينجز بدونها وكانت بعض الرحلات الطويلة تستدعي يوماً أو يومين فقط للذهاب والعودة غير مدة الرحلة الأساسية للاجتماعات أو الزيارات، ومع ذلك انقضى أكثر من عام وبدون رحلات دولية للاجتماعات بالنسبة للبعض واستمر العمل والإنجاز من خلال التطبيقات المختلفة وبرامج التواصل والتي كانت بديلاً مميزاً لم ينجح فقط في إنجاز الاجتماعات المختلفة بل وحتى في القيام باحتفالات ومناسبات لتدشين العديد من الخدمات والمنتجات الجديدة حتى أصبح مصطلح (اجتماع افتراضي) أمراً دارجاً ومتعارفاً عليه في الكثير من الاجتماعات أو الندوات أو الملتقيات.

إعادة ضبط رحلات العمل خلال الجائحة مكن العديد من الشركات والمؤسسات وبعض الجهات من توفير عشرات الملايين من مصاريف رحلات العمل والتي كانت في الماضي ترهق الكثير من الميزانيات وأثبتت للعديد من المسؤولين بأنها كانت وهماً ولم يكن هناك حاجة ماسة لكثير منها إلا في حالات خاصة جداً تستلزم الحضور الشخصي والذي لا يمكن أن يغني عنه الحضور الافتراضي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store