لكل زمان طبيعته ومن طبيعة الأزمنة تكاثر البشرية على وجه الأرض واختلاف العلاقات وأيضاً التقدم العلمي والتباعد في المسافات وإشغال مساحة أكبر من الأرض وظهور علاقات مختلفة وجديدة. والإسلام يواكب أي تقدم في كل تلك الأمور بل يسبق علماءه الذين لهم بصيرة في إيجاد تنظيم بما يتوافق مع روح الإسلام وأهدافه النبيلة التي من شأنها الحفاظ على كل تعاليم الإسلام وتحقيق المراد منها. ومع كثرة البشرية والتباعد في المساكن والانشغال في معترك الحياة ظهرت علينا الجمعيات الخيرية وخاصة تلك التي تقع تحت رقابة وإشراف الدول لكي لا تستغل في ما لا يرضي الله، وقد رأينا جمعيات باسم الدين والاسلام وهي ضده، والحمد لله دولتنا نظمت عمل الجمعيات وما هو موجود مرخص ومراقب.
عموماً الآن الجمعيات الخيرية تسعى لمعرفة المحتاجين والفقراء والأيتام والمساكين والمطلقات والأرامل الذين اشتدت بهم الحاجة لمساعدة الآخرين ومن ضمن مهامها أن تتوكل في أمور الصدقة وكفالة الأيتام والمحتاجين وزكاة الفطر التي سُئل شيخ عن مشروعية وجواز توكيلها فأجاب بعدم الجواز، وقيل له هناك فتوى من عضو في هيئة كبار العلماء، قال: الفتوى تخطئ وتصيب وإن لديه الدليل، ولم يقدم دليله، والله أعلم هل وصل لي المقطع الصوتي مبتوراً أم كاملاً، فعلى العموم زكاة الفطر بقول كثير من العلماء إنه جائز فيها التوكيل، فلماذا يقول هذا الشيخ بعدم جواز توكيل الجمعيات وما الحجة في عدم الجواز خاصة أن هذه الجمعيات تحقق ما تمسك به البعض من العلماء بوجوب إخراجها من قوت البلد وأنها توصلها للمحتاجين وقد تضعها في مخازنها وتصرف شهرياً وتوفر لهم مؤونة عام كامل، والمسلم بتسليمه الزكاة أو توكيلهم بالشراء يعتبر أنه اخرجها في وقتها.
وفي مقال الأسبوع الماضي تكلمت عن بعض الفتاوى التي تشوش على العامة أمور دينهم لذا أكرر: يجب على العلماء طرح ما يواكب عصرهم وأقلها كما ذكرت من سابق أن يذكر كل الأقوال وله الحق أن يقول الراجح عندي كذا ويترك الخيار للمسلم فيما يتبعه.
رسالة:
لا يسعني الا أن أهنئ الكل بقرب حلول عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير وندعو الله أن يرفع الغمة عن الأمة ويرفع البلاء من الأرض، فيارب ضاقت السبل واتخذ البشر ما بوسعهم، فإن لم تكن المعين فمن يكون.. إليك نلجأ وبك وبعظيم سلطانك نستعين، وصلى الله على سيدنا وسيد المرسلين وخاتم النبيين وسلم.
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.