صحة نجران تعيد رحلة التفوق والنجاح

جهود متواصلة تبذلها إمارة منطقة نجران للنهوض بالخدمات الصحية، تطبيقاً لتوجهات الدولة التي تجلت في رؤية المملكة 2030 ضمن محور (المجتمع الحيوي) والتي تركز على أن الإنسان السعودي هو محور الخطط التنموية ومحط اهتمام القيادة والمستهدف من كافة برامج التنمية، وأنه لا معنى لأي نجاحات تتحقق إذا لم يكن هذا الإنسان معافى في بدنه وسليماً في صحته.

وإن كانت نجران تعاني قبل سنوات طويلة من عدم تطور خدماتها الصحية، فإن الاهتمام الذي شهدته خلال السنوات الماضية قطع بتلك الجهود المتواصلة خطوات كبيرة، لم تقتصر على مجرد إنشاء مؤسسات طبية وصحية جديدة، وامتد ليشمل تطوير وتأهيل المؤسسات التي كانت قائمة، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو منشآت القطاع الخاص، بل إن تلك المؤسسات التي كانت تعاني الإهمال تطورت وشهدت تقدماً كبيراً، بل تفوقت على نظيراتها في بقية مناطق المملكة. وإن كان مواطن نجران يلجأ في السابق للسفر إلى الرياض أو جدة أو غيرهما من مدن المملكة لتلقي العلاج، فقد تحولت المنطقة في السنوات الأخيرة إلى مقصد لطالبي العلاج من داخل المملكة.

هذا النجاح لم يتحقق من فراغ ولم يأت صدفة، فالصدف لا تخدم أصحابها على الدوام، ولا تؤدي إلى تكرار النجاح، بل إن هناك جهات عديدة تقف خلف ذلك النجاح، وفي مقدمتها إمارة منطقة نجران، حيث يؤكد سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد على ضرورة ترقية وتطوير العمل في المؤسسات الصحية، ويمنح هذا المرفق الحيوي جل عنايته، ويبدي كل الاهتمام برفع المشاريع الصحية بالمنطقة للجهات المختصة للتصديق عليها وإدراجها ضمن الميزانيات السنوية، بل إنه يسخر علاقاته الشخصية لهذا الهدف النبيل، ويحرص على عقد اجتماعات دورية مع المسؤولين في المنطقة ويقف على الجهود المبذولة ويتعرف على المعوقات لتذليلها.

وكذلك يبذل نائب الأمير تركي بن هذلول بن عبد العزيز جهوداً كبيرة في ذات المجال، وقام خلال السنوات الماضية بجهود شهدها جميع العاملين في هذا الحقل، ولمسها المواطنون بأنفسهم.

وحتى أكون أكثر دقة فإن إشارة بسيطة للنجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والجوائز التي نالتها الشؤون الصحية بنجران تكفي للتأكيد على الجهود المضنية التي تبذل.

فقد حققت المنطقة المركز الأول في عدد من الجوائز التي نظمتها وزارة الصحة خلال الأعوام الماضية، وأعلنها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة وقام بتكريم إدارة الشؤون الصحية عليها.

هذه الجهود أسهمت في تحقيق أعلى نسبة رضا، أبرزها تسهيل عملية وصول المراجع للاستقبال، وتقليص فترات الانتظار، إضافة إلى توفير طاقم تمريض ذي خبرة ومهارة وسرعة، والتعامل مع البلاغات وحلها، وتهيئة مكان مناسب للانتظار، والتعامل مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وأسر الشهداء والمرابطين على الحد بشكل خاص، والرد على استفسارات المراجعين بشكل لائق، وظهور النتائج في وقت مناسب.

ولأن استشراف تجارب الدول المتقدمة في المجال الصحي والاطلاع على آخر المستجدات العلمية يعد من أبرز بوابات التطور في هذا المجال، فقد اهتمت الأجهزة المختصة في نجران بإقامة العديد من الملتقيات الصحية التي تشارك فيها شخصيات بارزة من داخل وخارج المملكة، حيث تقام المنتديات العلمية والورش التقنية التي تقام تحت إشراف ورعاية جهات عالمية متخصصة. وحققت تلك الملتقيات نجاحاً لافتاً دفع العديد من المؤسسات الطبية المرموقة إلى إبداء الرغبة في الاستثمار في المنطقة بعد أن لمست توفر البنية التحتية اللازمة للنجاح.

كما تواصلت رحلة التميز الصحي خلال جائحة كورونا (كوفيد –19)التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، وكان للجهود الضخمة التي بذلتها الشؤون الصحية وبقية الأجهزة المختصة في التوعية بخطر المرض ومراقبة الالتزام بالإجراءات الاحترازية أكبر الأثر في تطويق الفيروس ومنع انتشاره في المنطقة.

ومع أن المملكة حققت إنجازات ضخمة في معركة كورونا، واستطاعت توفير أقصى الحماية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، بشهادة الجهات الطبية الدولية، عطفاً على التضحيات الكبيرة التي قدمتها القيادة الرشيدة، والميزانيات الضخمة التي تم توفيرها، مما استوجب الإشادة والتقدير، ولم تقتصر تلك النجاحات على منطقة دون سواها، إلا أن ما تحقق في مناطق الحد الجنوبي بصفة عامة ومنطقة نجران بصفة خاصة يبقى أكثر دلالة وأعظم أثراً، لأن تلك المناطق تعيش أوضاعاً استثنائية بسبب الظروف التي يشهدها اليمن.

وكما أثبت رجال القوات المسلحة قدرتهم على صيانة مكتسبات هذه البلاد، والدفاع عن مقدساتها، وقدموا أرواحهم فداء لأرض الحرمين، فإن فرسان الجيش الأبيض من الأطباء والفنيين والممرضين وسائر الأطقم الطبية تسابقوا لخدمة بلادهم بتفانٍ ونكران ذات، وقدموا دروساً في الوطنية وسطروا قصصاً مضيئة في التفاني والإخلاص، سوف يسطرها التاريخ بأحرف من ذهب.