Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

من أمين الجامعة العربية إلى المبعوث الأممي للشرق الأوسط

إضاءة

A A
عزيزي السفير.. منذ أن بدأت الصهيونية العالمية في تنفيذ خططها هذه، بدأت الاضطرابات في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط.

دعني أسألكم بوضوح وصراحة: "هل إسرائيل على استعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن، والانسحاب من أراضي الدول العربية؟"، "وهل يمكن لإسرائيل أن توضح لكم كيف يمكن إنهاء حالة الحرب في الوقت الذي يعلن فيه المسؤولون في إسرائيل عن تصميمهم على ضم أراضٍ عربية وعن الإصرار على استمرار تواجد قوات إسرائيلية في مناطق عربية عديدة؟.

لقد صدر قرار مجلس الأمن في 22 نوفمبر 1967 متضمناً التسوية السلمية في الشرق الأوسط، والآن وقد انقضى (عام) على هذا القرار، فإن إسرائيل ما زالت تصر على اتباع أسلوب تشويه الحقائق والتلاعب بالألفاظ والتهرب من مواجهة التزاماتها التي يفرضها عليها قرار مجلس الأمن.

وإزاء ذلك فإني أود أن أسجل الملاحظات التالية:

إن إسرائيل لا زالت ترفض تنفيذ قرار مجلس الأمن، كما أنها ترفض الانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلتها على إثر عدوانها على الدول العربية يوم 5 يونيه 1967، وهي بذلك ترفض تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط برفضها التسوية التي أقرها مجلس الأمن بالإجماع.

إن استمرار وجود قوات إسرائيلية فوق الأراضي العربية يشكل عدواناً دائماً ومتواصلاً على سيادة وسلامة الدول العربية.

إن إسرائيل لا تكتفي الآن برفضها قرار مجلس الأمن، بل هي أصبحت تعمل ضد هذا القرار، ويدلي المسؤولون فيها بتصريحات تؤكد أهدافها التوسعية، وهي تعبر بذلك عن السياسة التي رسمتها الصهيونية العالمية منذ نشأتها والتي دأبت على تحقيقها لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، والتوسع بها تدريجياً عن طريق العدوان والحرب.

وعند طرح المشكلة الفلسطينية على الأمم المتحدة عام 1947 اتخذت الجمعية العامة قراراً بتقسيم فلسطين بين عرب فلسطين واليهود، وأقامت حدوداً لإسرائيل وهي الواردة في قرار الجمعية العامة لعام 1947.

وعلى الرغم من أن شعب فلسطين والدول العربية ودولاً أخرى عديدة قد اعتبرت أن اقتطاع أرض عربية من شعب فلسطين وإعطاءها لإسرائيل، كان إجحافاً وعدواناً على حقوقهم، إلا أن إسرائيل لم تكتف بالحدود التي قررتها لها الأمم المتحدة بمقتضى قرار التقسيم عام 1947، بل عملت على التوسع، فاستولت في عام 1948 على أراضٍ عربية أخرى تزيد 20% عما قرره لها قرار التقسيم، متجاوزة بذلك الحدود التي قررتها لها الأمم المتحدة.

إلا أن ذلك لم يكن ليرضي زعماء إسرائيل، فقد صرح بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل في أول يوم لقيامها عام 1948: "ليست هذه نهاية كفاحنا (قيام إسرائيل) بل إننا اليوم قد بدأنا، وعلينا أن نمضي لتحقيق قيام الدولة التي جاهدنا في سبيلها من النيل إلى الفرات".

أود في النهاية، أن أؤكد لكم أنني، سأظل مستعداً للاستمرار في اتصالاتي معكم، في سبيل تنفيذ المهمة التي تقومون بها!

مهلاً مهلاً! هذه رسالة السيد محمود رياض وزير الخارجية المصري وأبرز أمناء الجامعة العربية وقد أرسلها مكتوباً عليها "سري جدا" عام 1968 الى السيد جونار يارنج المبعوث الدولي للأمم المتحدة!.

الآن وبعد 53 عاماً وبعد أن أصبح العبث الاسرائيلي علنياً، والاعتراف العربي به علنياً، سيأتي السيد أنتوني بلينكن للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين آخرين، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حيز التنفيذ. والحق أنني تمنيت لو سلمناه نسخة من مذكرة محمود رياض مع الشكر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store