Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

غالي وموسى.. الحزب الوطني و«البزنس» وليالي الأنس في أديس! (2-2)

إضاءة

A A
ها قد وصلنا لحقبة السيد عمرو موسي الذي نحبه كثيرًا ونكره إسرائيل، لكننا نحب النيل أكثر ونحب الحق أكثر وأكثر! والحاصل أن موسى تسلم الخارجية المصرية، في حقبة قال عنها في «كتابيه»: «طوال السنوات العشر التي كنت فيها وزيرًا للخارجية من 1991 إلى 2001 لم يكن موضوع النيل من الموضوعات المثارة بقوة على الساحة، ولكن في أواخر التسعينيات بدأ الحديث يتردد عن وجود نوايا لبناء سدود في إثيوبيا».. فما الذي حصل؟!

يقول عمرو موسى وبالحرف الواحد أيضًا.. وهو ما لم يصرح به في حديثه التلفزيوني الأخير: «لقد دخل «البزنس» على الخط، فإذا قلت نستورد لحومًا من إثيوبيا، قالوا لك: أنت صاحب مصلحة شخصية على حساب الوطن»!!

ويمضي قائلا: لقد كان لابد من استخدام قدرات الدبلوماسية المصرية للتوصل إلى تفاهم، وكان لابد من رؤية سياسية لتجاوز التفاصيل الفنية، فهل كانت قيادة مصر عازفة أم غير مدركة للعواقب!

ويضيف: لقد كان ملف النيل يقع بكامله ضمن مسؤوليات وزارة الموارد المائية والري التي تزخر على مر العصور بوجود خبراء لديهم معرفة وثيقة وعميقة بنهر النيل وموارده والاتفاقيات والطرق القانونية والتاريخية التي تحكم علاقاتنا ببقية الدول الواقعة في حوضه.

مع ذلك فقد انخرط عمرو موسى في توظيف الدبلوماسية المصرية لفتح الأبواب أو طرقها، بل إلى اقتحام كثير من الآفاق الافريقية السياسية، والتواصل مع قادتها وتقديم يد العون الفني والعلمي والثقافي.. وهنا يقول: «إذا كان الوصول إلى الأسواق وسفر رجال الأعمال يهدف إلى خدمة الاقتصاد المصري، فإن توظيف الدبلوماسية المصرية لتحقيق الهدف من خلال «الكوميسا» توازي خدمة الدبلوماسة المصرية للأمن القومي بمفهومه الواسع، وكانت إفريقيا وستظل أهم محاور هذا الأمن المرتبط بحق مصر في الحياة من خلال نهرنا الخالد!»

وهنا كانت المفاجأة كما يقول موسى «قامت الدنيا ولم تقعد من قبل رؤساء المجموعة الاقتصادية وعلى رأسهم الدكتور يوسف بطرس غالي، الذي قلل كثيرًا من قيمة التجارة مع دول الكوميسا»! وعندما لجأت للرئيس مبارك طالبًا منه المشاركة بفعالية في التبادل التجاري في إطار الكوميسا بدا مترددًا لأن كلام يوسف بطرس ردده وزراء آخرون ممن لا يعجبهم نجاح وزير الخارجية، صحيح إنه كان من بينهم من لا يطيق غالي: لكنهم جميعا قالوا: «عمرو موسى يتدخل في الاقتصاد ليه؟ والكوميسا دي لا قيمة لها»!!

مع ذلك ظل موسى يصرخ: لماذا نستورد الأخشاب من أوروبا فقط، علمًا بأنها موجودة في الكوميسا بأسعار أقل! فيكون الرد: ان عقد اتفاقيات مع هذه الدول الإفريقية على حساب دولة صديقة لنا معها مصالح يمثل كارثة!

وفي غمرة غضبه قال موسى: يجب ألا تخضع دوائر بعينها في حكومة مبارك لمصالح بعض رجال الأعمال الذين يحتكرون السلع!

ولم ييأس الرجل من استفادة مصر من الانضمام لمجموعة الكوميسا فاصطحب معه رجال أعمال في جولات مكوكية للتعرف على فرص الاستثمار!

كان موسى مدركًا أهمية إفريقيا لمصر، وخطورة ملف النهر الخالد، فراح يبحث إنشاء مطار دولي، ومصانع، والاستفادة من شركة المقاولين العرب.. لقد اصطحب معه في واحدة من جولاته الإفريقية في دول حوض النيل أربعة أطباء عيون مصريين مزودين بأحدث الأجهزة.. إنها عيون مصر المفتوحة على إفريقيا والنيل، تقابلها أصابع رجال البزنس: تريد أن تفقأها.. كان يجاهر بأهمية الوجود الإفريقي بل والتنافس والأسبقية، وكانوا يعايرونه بتيس أهداه له رئيس جمهورية إفريقية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store