Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

«كورونا» عذر من لا عذر له

أمل وعمل

A A
أصبح اختلاق الأعذار عادة من العادات التي يمارسها البعض من أجل التهرب من بعض المسؤوليات أو القيام ببعض الأعمال أو وقوع بعض الأخطاء أو عدم القيام ببعض الواجبات أو عدم الرغبة في الانضباط والتقيد بالأنظمة والقوانين ويتكرر هذا الأمر في العديد من شؤون الحياة سواء كانت الأسرية أو في بيئات العمل المختلفة وهي عادة سيئة لأن بعض تلك الأعذار قد لا يكون صحيحاً فتفقد صاحبها المصداقية.

تشعر بأن البعض لديه رصيداً ضخماً من الأعذار يحتفظ به ليتمكن من تغطية تقصيره وإهماله ولو قام ذلك الفرد باستغلال الجهد الذي يبذله في صناعة وتدبير تلك الأعذار واختلاقها ليقوم بأداء ما هو مطلوب منه وما يسعى لتقديم الاعتذار بسببه لحقق نتائج مميزة وكان في غنى عن اختلاق تلك الأعذاروتمكن من تحسين وتطوير قدراته لتحقيق أهدافه وأحلامه.

جاءت جائحة كورونا مطلع العام الماضي وبالرغم من أثرها على العالم أجمع وما سببته من كوارث صحية واقتصادية واجتماعية وتأثيرها الكبيرعلى العديد من شؤون الحياة وما فرضته من تباعد اجتماعي ساهم في عزل الناس عن بعضهم البعض إلا أن شبكة الإنترنت والتقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعية والاتصالات والتطبيقات والتجارة الإلكترونية وغيرها من التقنيات المختلفة تمكنت وإلى حد كبير في تخفيف بعض آثار تلك الجائحة.

بالرغم من عودة الحياة تدريجياً إلى مسارها ومواصلة العديد من الجهات لأنشطتها وأعمالها المختلفة بصورة طبيعية وكاملة مع استمرار الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية إلا أن البعض لا يزال متمسكاً وبقوة بعذر (جائحة كورونا) في جميع شؤون حياته فهو لا يزال يختلق الأعذار ويوجد المبررات لنفسه ويربطها بالجائحة ليبرر تقصيره في بعض الأمور وعندما تسأله عن سبب أي تأخير أو تراجع أو تقصير فإنه يبادر بربط ذلك التراجع أو التأخر بجائحة كورونا وأنها السبب في كل حدث وقع خلال العامين الماضيين.

نعم كورونا أثرت على حياتنا وبشكل كبير لكن لا ينبغي أن نجعلها الشماعة الرئيسة والتي نعلق عليها كل تقصير وأن تكون عذر من لا عذر له.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store