Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريــف قنديل

شاهد على التجربة السعودية «المثيرة»

إضاءة

A A
كما توقعت هنا في هذا المكان رحبت منظمة الصحة العالمية بقرار السعودية الخاص بقصر الحج هذا العام على 60 ألفًا من المواطنين والمقيمين داخل المملكة، بما يضمن المراقبة الجيدة للامتثال لتدابير الوقاية والسلامة الخاصة بمرض «كوفيد - 19». أكثر من ذلك فقد وصفت المنظمة استجابة المملكة لجائحة «كوفيد - 19»، بـ«المثيرة للإعجاب» و«من الأفضل في المنطقة والعالم». والحق أنني بصفتي مراقبًا صحفيًا ميدانيًا، كنت شاهدًا على تجربة السعودية المثيرة منذ اليوم الأول للهبة الرسمية والشعبية لمواجهة الفيروس، وفي ذلك كتبت أو سجلت نحو 365 شهادة ميدانية يومية تصلح لأن تكون وثيقة أو كتابًا حافلًا بالصور القلمية. وبدءًا من فرد الأمن الصغير، ورجل المرور اليقظ، طفت بسيارتي منذ بدء الأزمة في أحياء وشوارع جدة، لأرصد مدى الحرص على حياة البشر! وحين مشيت على الشريط الأحمر الفخم في مستشفى الحمراء لأخذ الجرعة الأولى، وصافحت وجوه الشباب السعودي، أدركت أنني بالفعل أتابع ملحمة رائعة من ملاحم النجاح العربي.. فلما توجهت لمركز السلام التجاري، لتناول الجرعة الثانية، تصورت والله على ما أقول شهيد أنني في عاصمة أوروبية! لقد اتيحت لي كذلك فرصة التعرف على استعداد المملكة لاستضافة ورئاسة قمة العشرين الماضية، فلما توجهت إلى العاصمة، رأيت مدى الاتساق الشديد بين كافة الأجهزة التي كانت قد دخلت في تنافس حقيقي وكأن قادة العشرين جميعًا سيصلون الرياض، للاطمئنان أولًا على مدى نجاح السعودية في مواجهة الفيروس! يتحدث وزير التجارة، ويتبعه وزير الصحة، أو البلديات، أو الموارد البشرية، فتشعر وكأنهم يقرؤون أو يستمدون مناهجهم وخططهم من كتاب واحد، وهو بالفعل ما تحققت منه، وأنا أرصد كذلك مدى الانجاز الذي تحقق في برامج التحول الوطني المستمدة من رؤية 2030 ومن مطار داخلي الى آخر، شاهدت كيف يكون الضبط بدءًا من السفر وحتى الوصول، مرورًا بما يدور في جوف الطائرة.. وداخل المسجد الحرام، وحول الكعبة، رصدت وتابعت، مدى الحرص وروعة الالتزام! هكذا كانت صحة الإنسان أولوية، وكانت المواجهة قاسمًا مشتركًا في كل قرار ومبادرة، وفي كل تمرين وتجربة! لقد كانت تجربة المملكة «المثيرة» بالفعل في مواجهة كوفيد 19 أول بل أكبر تطبيق عملي لبرامج التحول الوطني السعودي، حيث تكاملت الأدوار، وتناغم الايقاع حتى وصلت السعودية بكامل الحيوية الى ما وصلت إليه الآن. ومن أصغر بقالة في جدة، إلى أكبر صرح في الرياض، كنت أدرك أننا بالفعل أمام أنجح تجربة عربية في مواجهة خطر لا يقل كمًا ولا نوعًا ولا فتكًا عن خطر الحروب. سجلت أو رصدت، بل خضت حروب عديدة أثناء مشواري الصحفي، وكنت على سبيل المثال أفتخر كصحفي بتغطية صراعات القرن الإفريقي، والنزاع السنغالي الموريتاني، ومأساة البوسنة، ومحنة كشمير، وحرب إيران على العراق، وملهاة أفغانستان، لكنني الآن أشعر بصفتي إعلاميًا أو مراقبًا عربيًا بفخر أشد بعد أن سجلت حرب السعودية ضد كوفيد 19.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store