Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ماذا تفعل الأمم عندما يقول مجلس الأمن «مليش دعوة»؟!

إضاءة

A A
بتثاقل شديد، وفيما يشبه الكسل قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الأسبوع المقبل لبحث النزاع بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن السد، لكنه -المجلس- «ليس بوسعه أن يفعل أكثر من ذلك». والحق أنني لم أعرف على وجه الدقة أكثر من ماذا؟! ولأنني «كذلك» فلم يكن بوسعي إلا أن أبحث في كل مواد ميثاق مجلس الأمن عن بند يجيب عن السؤال الكبير الذي أطرحه هنا بالعامية المصرية «ماذا لو قال مجلس الأمن للأمم «مليش دعوة»؟! وبالسودانية: «مالي دخل»؟!. في المادة 39 يقرر مجلس الأمن أنه إذا وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، يقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير، لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه. وفي المادة 40 ومنعاً لتفاقم الموقف، لمجلس الأمن، قبل أن يقدم توصياته أو يتخذ التدابير المنصوص عليها في المادة 39، أن يدعو المتنازعين للأخذ بما يراه ضرورياً أو مستحسناً من تدابير مؤقتة، وعليه أن يحسب حسابه -وهذه هي الترجمة الحرفية- لعدم أخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة. وفي المادة 41 لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية. لن أتطرق في ضوء تصريحات المندوب الفرنسي الى المادة 42 والتي تقول إنه.. إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض أو ثبت أنها لم تفِ به، جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه. وبطبيعة الحال الذي سيؤول اليه الوضع لن أناقش في المواد من 42 الى 51 والتي تتحدث عن فنيات وقواعد التدحل الأممي العسكري، لكنني سأعود للسؤال من جديد: ماذا ستفعل مصر والسودان اذا مضت أثيوبيا في التحكم في شريان الحياة وقال مجلس الأمن «مليش دعوة»؟! أو «مالي دخل»؟!. قبل أسابيع وقبيل إرسال السودان لطلب عقد مجلس الأمن قالت الوزير مريم الصادق المهدي، إن إثيوبيا تعمل على «شراء الوقت» فما الذي ستقوله الآن بعد أن اشترت أثيوبيا الوقت بالفعل؟!، أما وزير الخارجية المصري سامح شكري، فكان أكثر صراحة ووضوحاً بعد أن فاض به الكيل وخشي على ما يبدو أن يغضب النيل فقال: «سوف نجد أنفسنا في موقف يتعين التعامل معه، وسوف تكون مصر صريحة وواضحة للغاية في الإجراء الذي ستتخذه». الآن، وعلى ما يبدو واضحاً نحن بالفعل «في موقف يجب التعامل معه»، وأرجو ألا يكون هذا التعامل منكفئاً على الوضع الداخلي، بحيث، تمضي أثيوبيا في اللعب بالنهر، وفي إقامة قواعد عسكرية على البحر، بينما يعزف بعض مهندسي الغفلة مقطوعة «تطهير الترع والقنوات»، ويعزف فقهاء الغفلة سيمفونية «التيمم بدلاً من الوضوء»، ويؤدي اعلاميو الغفلة دور «جمال الملء الثاني»!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store