Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

في رثاء «المساء» المصرية صانعة الأدباء والرياضيين

إضاءة

A A
مأسوف عليها بالتأكيد، أعلن في القاهرة وفاة جريدة المساء المصرية! ومع الاحترام التام لكل الصحف المسائية التي أغلقت بقرار واحد، فإن للمساء تلاميذ وأحفاداً، هم الذين صنعوا تاريخاً ناصعاً للثقافة والأدب والرياضة في مصر والعالم العربي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، قدمت المساء للثقافة العربية من خلال ملحقها الأدبي، ومنذ صدورها عام 1956 أغلب الروائيين والقصاصين والشعراء والفنانين والنقاد الرياضيين. واذا ذكرت «المساء» لا بد أن ننحني تقديراً لصانع الأدباء عبد الفتاح الجمل، الذي ظل يقدم من خلال ملحقها الأدبي كل يوم وجهاً جديداً من وجوه الأدب العربي!، لقد كان السؤال الأول للمساء ولرئيس تحريرها الأول خالد محيي الدين الذي عينه جمال عبد الناصر يقول: «لماذا ولدت المساء»؟ فهل من حق الأجيال الحالية أن تسأل «لماذا ماتت المساء؟!» ولأن الأجابة لن تأتي، بما يفي ويشفي في مثل هذه المناسبة الحزينة، ومع التسليم الكامل بالنهايات المقدرة، مهما كانت وجاهة أو عدم وجاهة الأسباب، وبأن لكل أجل كتاباً، ولأنه لا مصادرة للحزن والأسى، سأكتفي هنا بالإشارة السريعة لما قدمه الملحق الأدبي في «المساء»، صاحبة الفضل على جيل الستينيات «أثرى وأغنى أجيال مصر الثقافية» ثم جيل السبعينيات والثمانينيات! تتزاحم الأسماء التي تسطع في الذاكرة، حيث ظهرت قصص محمد البساطى، ومحمد حافظ رجب، ويحيى الطاهر عبد الله، وإبراهيم أصلان، وجمال الغيطانى، ويوسف القعيد، ومحمود الوردانى، ومجيد طوبيا، ومحمد المنسى قنديل، وجار النبى الحلو، وسعيد الكفراوى، وجميل عطية، ومحمد روميش، وأحمد البحيرى، ويوسف أبو ريه، وعشرات آخرين. وفي الشعر عرف الناس أشعار أبو سنة وعفيفي مطر وأمل دنقل، وفهمي سند، وأحمد سويلم، وأحمد عنتر مصطفى، وعبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب وزين العابدين فؤاد ومحمد سيف ونجيب شهاب الدين، وعشرات بل مئات آخرين. وعرف الناس أصول النقد على يد إبراهيم فتحى، وصلاح عيسى، وغالب هلسا، وسامى خشبة، وعبد الرحمن أبو عوف، وفوزى سليمان، وسامى السلامونى، وخيرية البشلاوى، وكمال رمزى، وأمير العمرى، وعشرات آخرين، فضلاً عن ترجمات فتحي العشري ومختار الجمال والدسوقى فهمي، ومئات آخرين. بل إن الفنانين التشكيليين لاذوا بملحق المساء الأدبي فعرف الناس نبيل تاج ومحمد عثمان وآدم حنين وسعد عبد الوهاب والفلسطينى مصطفى الحلاج.. فإذا ما انتقلنا للصحافة الرياضية يقفز الى الذهن الكاتب الكبير عبد الرحمن فهمي، أول من حرر صفحة رياضية كاملة بجريدة «المساء» عند إصدارها سنة 1956ثم تحولت بعد ذلك إلى صفحتين. ثم أشرف على إصدار عدد من الصحف الرياضية منها دليل الرياضة 1956، والأهلي 1973 والكرة العربية «عز اتحاد الكرة» 1980، والأهلاوية 1984، ثم يأتي رائد آخر هو الأستاذ حمدي النحاس الذي انضم محرراً رياضياً بجريدة المساء عند انشائها ثم تولى رئاسة القسم الرياضي، وأصبحت له مدرسة تعرف باسمه. وفي عام 1976 أنشأ حمدي النحاس جريدة «الكورة والملاعب» كأول جريدة رياضية أسبوعية في مصر، قبل أن يختاره نادي الزمالك رئيساً لتحرير مجلة «الزمالك» وفي مدرسة حمدي النحاس عرف الناس أساطين الصحافة الرياضية من أمثال: محمود معروف وعبد الفضيل طه، وجمال هليل، وماجد نوار، ومحمد مجاهد، وعشرات آخرين. المثير أن كثيرين لا يعرفون أن الأستاذ عبد المجيد نعمان أحد أساطين الصحافة الرياضية بدأ مشواره رئيساً للقسم الرياضي بجريدة المساء، قبل أن ينتقل الى مؤسسة أخبار اليوم ليعمل رئيساً لتحرير الرياضة عام 1965 ورئيساً لتحرير مجلة النادي الأهلي منذ عام 1981 وحتى وفاته. واذا سألت الصحفيين الرياضيين الكبار في السعودية من أمثال عبد العزيز شرقي، وصالح الحمادي، ومحمد العوام، وسعد المهدي، وقبلهم من الأساتذة الذين انتقلوا الى آفاق الصحافة السياسية والمنوعة من أمثال هاشم عبده هاشم، وعثمان العمير، ومحمد التونسي، سيتوزع حبهم على الثلاثي الشهير عبد الرحمن فهمي وعبد المجيد نعمان وحمدي النحاس. وداعاً للمساء الجميل.. «إنا لله وإنا إليه راجعون»!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store