Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

النيل ليس طالباً في لجنة مجلس الأمن حتى ينتظر نتيجته اليوم!

إضاءة

A A
لا يمكن لعاقل أن يتصور أن نهر النيل هو طالب يمتحن أمام مجلس الأمن، وأن المجلس سيحسم أمره اليوم! ومع التقدير التام لورقة تونس التي وزعتها على المراقبين، فإنه من الخطأ تصور أن اللجنة ستعلن النتيجة مساءً، وأنها ستلغي درجات الملء الثاني، أو تؤجل امتحانات الدور الثاني 6 أشهر!. النيل لن ينتظر، وإذا رضي بالتأجيل فانه سيظل يقول: أنا لست مجرد نهر! أنا وطن يسكن في شرايين وخلايا البشر! أنا لست وعاء ماء بل وطن يتمدد في الأعماق حتى البحر! يا بشر! أنا وطن يأخذ بين ذراعيه دولة كبرى اسمها مصر بكل ما فيها من قرى ومدن! يعرف النيل جيداً من يلقون النار على عشبه الجميل، ومن يعملون ليل نهار لاستمرار شعب مصر في حصار.. يقول النيل معاتباً: غفوت قليلاً فوجدتهم يحيلون أوراقي لمجلس الأمن! أنا الذي علمتهم النواميس والقوانين، وأنا الذي سطرت للبشرية صفحات الزمن!.

تطلب الورقة التونسية في رجاء مناشدة أثيوبيا الامتناع عن الاستمرار في الملء الثاني، وتقترح الورقة في وقار البدء من جديد في المفاوضات، وألا يطول الانتظار عن ستة أشهر! وتقول واشنطن مقدماً إن بدء اثيوبيا في الملء الثاني "قد" يزيد التوتر! ويسعى الطرفان المصري والسوداني لاقناع الدول بأن أي إجراءات أحادية، تعرض المفاوضات للخطر! فهل بعد بناء السد خطر؟!، وهل بعد بدء الملء الثاني خطر؟!.

تستدرك الخارجية الأمريكية فتقول إن أي اجراءات من أي طرف ستقلل من فرص الحل، ومن ثم فهي تدعو لضبط النفس! فهل هناك على الصعيدين المصري والسوداني أكثر من ذلك ضبط؟! الحال الآن بلا تزويق ولا تلفيق، أنهم كانوا يبنون ونحن نناشد، وكانوا يملؤون ونحن نناشد، ومازالوا يتبجحون ويجاهرون بالاستعداد العسكري، ونحن نناشد!! مع ذلك، ورغم ذلك، ومهما يكن من أمر، فليعلم من لا يعلم، أن النيل، يصبر ويتحمل ولا يتألم، لكنه عند حد معين سيتفجر ويفيض! فإذا فاض فلن يوقفه أحد! النيل لن يهتم كثيراً بنتائج جلسة مجلس الأمن والسماع لنشرة الأخبار، وهو بالتأكيد لن ينتظر حتى تشكو اليه الأشجار، أو يتعالى صراخ الصغار والكبار! والنيل يعرف من يستعجلون الوصول به وبمصر الى الهاوية، ومن يتمنى له ولها ألف كارثة وداهية! أخشى أن يبدأ الموتورون خلال فترة الستة أشهر، للحديث عن الاكتشاف الخطير الذي ألمح اليه خبير من خبراء الزمن الأغبر!.. يقول الخبير في حوار متلفز وخطير، إنه اكتشف أننا نبالغ كثيراً في الحديث عن خطورة الملء الثاني!.

أتذكر قبل شهور، أن خبيراً آخر قال، إنه اكتشف أننا نبالغ كثيراً في الحديث عن خطورة بناء سدود على النيل، وأن لسد أثيوبيا على سبيل المثال فوائد عظيمة للسودان، وأنه يحمل الخير لمصر!!..

ويا خبراء آخر زمن! النيل مازال لديه قرون استشعار يعرف من خلالها من يريد له الخير، ومن يضمر له الشر، وله أيضا أسلحة خاصة وعزيمة باقية، فلا تتوقعوا أنه سيستسلم لكل الحجج والمُهل والعلل والاكتشافات الواهية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store