Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

أبو سويلم ومجلس الأمن.. الخوف من «الطناش» ويا ترى «مين يعيش»

إضاءة

A A
لا يمكن تفسير التصريحات المنهمرة من العالم الدكتور هاني سويلم باعتبارها «مُمَالَأَةُ» أو مسايرة لما آل اليه المآل في موضوع النيل!.

أعرف أن الدكتور سويلم ليس من أبناء ولا أحفاد البطل محمد أبو سويلم في رائعة عبد الرحمن الشرقاوي «الأرض»، لكني أعرف عروبة سويلم، ومواقفه، وغيرته على مصر التي تخلت منذ فترة طويلة عن دورها الإفريقي!.

وفي ضوء ذلك، لا يمكن اعتبار تصريح «سويلم» بالذات عن أن تأثير السد علينا لن يظهر هذا العام، وربما العام المقبل، نوعاً من التطبيع مع الذل!. لكنني أخشى، مع صدور «مناشدة» مجلس الأمن، ومنح فرصة الستة أشهر للتفاوض، أن تعود الأصوات الزاعقة والمطالبة بالسكوت بل بالطناش وبالتطنيش، باعتبار أننا «مبيهمناش»، خاصة وأن تأثير السد لن يظهر هذا العام، ويا ترى من يعيش!.

بحثت بالمناسبة عن أصل «ممالأة» ويا هول ما رأيت! فممالأة الصَّاحِبِ: مُمَاشَاتُهُ، مُسَاعَدَتُهُ، مُسَايَرَتُهُ، و «مَالَأَهُ عَلَى الأَمْرِ» : مَاشَاهُ، سَاعَدَهُ، عَاوَنَهُ. . «لَسْتُ مِمَّنْ يُمَالِئُونَكُمْ عَلَى الْمُجَاهَدَةِ لِيُتَاجِرُوا بِكُمْ». و»أمْلاهُ الله العيشَ: أَمهلَهُ وطوَّلَ له، ويقال: - أَملى اللهُ له، وأَملى له غيِّه: أَطال له وأَمهلَه. وفي الكتاب العزيزَ: {وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.

ولأننا في الملء الثاني، وفيما يتوقع من ممالأة بعد صدور انتهاء حكاية مجلس الأمن، وجدت من معاني كلمة تملأ الفم، أنه «شنيعة لا يجوز أن تُقال، «مَلأَ عَلَيْهِ الأَرْضَ: ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ، أما ملأ عَيْنَه: وقَع في نفسه موقع الاحترام والتقدير، أرضاه وأعجبه، ومَلأَتِ الفَرْحَةُ قَلْبَهُ: أَفْعَمَتْهُ، وملأ الأرضَ عَدْلاً: نشره فيها، وملأَ فُرُوجَ فرسِه: حَمَلَه على أَشدِّ العَدْو، فاللهم اكتب لنا الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، لا الأولى ولا الثانية!

وفي اللغة أيضاً هناك، المَلأُ أي الخُلُق، وما كان هذا الأمر عن ملإِ منا: عن مشاورة!. لا حظ معي أنها كلها معان قريبة جداً مما يحدث فينا ولنا الآن! وأعود لسيل التصريحات المتوقعة من الغد وحتى الستة أشهر، إن مررها مجلس الأمن، أو لم يمررها فأقول أخشي أن تبدأ تصريحات التطبيع مع الانحناء، باعتباره ضرورة من ضرورات العصر، رغم أن الانحناء من غير سبب هو «قلة أدب»!

ولأن ذلك كذلك، فما رأي السادة الخبراء الذين يروجون للتيمم، والري بالتنقيط، أن يجعلوا تصريحاتهم بالتنقيط، أو ينقطوننا بسكوتهم؟! أخيراَ، أخشى أن يتم منع فيلم «الأرض» ومنع أغاني النيل من العرض، وأن تتوقف كذلك رائعة أحمد فؤاد نجم بصوت محمد منير: طنوش قالك طناش وما تعصلجلناش!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store