Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

إيقاع الدبلوماسية السعودية ومفاتيح الأزمات الدولية

إضاءة

A A
الحق أن تشديد الخارجية الأمريكية بالأمس على أن السعودية من أهم الفاعلين في تعزيز الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة، ليس خبرًا، فالواقع على الأرض وطيلة عقود يؤكد هذه الحقيقة الساطعة، وأكثر منها حيث يحتاج العالم كله وليس المنطقة فحسب للدور السعودي الفاعل. في ضوء ذلك، جاءت الزيارة التي قام بها الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي إلى واشنطن حيث التقى الوزراء وكبار المسؤولين، مستعرضًا الشراكة بين البلدين وسبل تعزيزها خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فضلاً عن مناقشة أبرز التطورات في المنطقة، ودعم جهود الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

والواقع أن الإيقاع السعودي الخارجي آخذ في الانتظام والانسجام والتناغم على المستويات الخليجية، والعربية، والأفريقية، والعالمية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد جاءت قمة العلا، لتعيد وحدة الصف الخليجي كما كان عليه، ثم جاء تبادل السفراء مع الدوحة، والزخم الواضح في العلاقات مع سلطنة عمان والذي يتوج اليوم بوصول السلطان هيثم بن طارق، لتؤكد حقيقة الريادة السعودية لمحيطها الخليجي.

قبل أيام أيضًا، وقبل انعقاد جلسة مجلس الأمن بخصوص سد أثيوبيا، أكدت الرياض، استمرار دعمها ومساندتها لكل من مصر والسودان في المحافظة على حقوقهما المائية المشروعة في ملف سد النهضة.

وقبلها قالت باريس، إن وزير خارجيتها لودريان ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن اتفقا على ضرورة أن تعمل فرنسا والولايات المتحدة معًا لإخراج لبنان من الأزمة، ولكي يتم ذلك، كان لا بد أن تطير إلى الرياض سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى لبنان دورثي شيا، وسفيرة الجمهوريّة الفرنسيّة لدى لبنان آن غريو.

وبطبيعة الحال، ومن منطلق المسؤولية العربية، رحبت الخارجية السعودية بزيارة السفيرتين، والتي جاءت عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان والذي ضم الوزيرين الفرنسي والأمريكي، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والذي عُقِد في يونيو الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة «العشرين»، في مدينة ماتيرا بإيطاليا.

أفريقيًا، يمضي وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية، أحمد بن عبدالعزيز قطان، بحكمة وتؤدة معتادتين، لمد جسور التعاون مع دول القارة السمراء الشابة، كاشفًا عن عقد قمتين «سعودية - أفريقية» وأخرى «عربية - أفريقية» قريباً في السعودية.

آسيويًا، وقبل أسابيع قال موقع Cision PR Newswire الأمريكي إن السعودية تؤدي دورًا مهمًا ومحوريًا في دعم عملية السلام والمصالحة في أفغانستان الإسلامية، وذلك من أجل تحقيق السلام الدائم، واستعادة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وأن الحكومتين الأفغانية والباكستانية تثمنان كثيرًا جهود المملكة، ومواقفها الداعمة لإحلال الأمن والسلم في أفغانستان.

هكذا وبلا مبالغة، فإن الحل الخليجي لأية أزمة طارئة مكانه الرياض، والدعم العربي عندما تشتد الأزمة ينطلق من الرياض، والنموذج العملي للتعاون العربي الأفريقي، هو ما تفعله الآن الرياض، وإذا سألت أي مواطن لبناني أو أفغاني، فضلاً عن مواطني دول عربية وأفريقية وآسيوية عديدة، عن مفتاح حل أزمته بعقل وحكمة، سيقول لك بلا تردد: إنه في الرياض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store