Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

مريم تهدد بمجلس حقوق الإنسان.. فهل نقول على النيل السلام؟!

إضاءة

A A
إذا كان مجلس الأمن بكل هيبته وإمكاناته، قال ويقول وسيقول لكل من مصر والسودان: اذهبوا للاتحاد الأفريقي لحل أزمتكما مع أثيوبيا، فما الذي ترتجيه وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، من «مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة»، وهي تلوح بالتوجه إليه، شاكية إليه «تصرفات أثيوبيا بشأن السد»!، وفيما يواصل الخبراء الأثيوبيون الفنيون والعسكريون عمليات الملء و»التسليح» تقول الوزيرة مريم إن «لدينا فريقاً كاملاً يعمل على إمكانية التوجه إلى مجلس حقوق الإنسان». تذكرت هنا أبياتاً لأمل دنقل في تناصيه مع المتنبي أو الخزاعي: لا تسألي النيل أن يعطي وأن يلدا.. لا تسألي أبدا!، إني لأفتح عيني حين أفتحها.. على كثير ولكن لا أرى أحدا!.

لقد بات من الواضح أنه بعد 122 شهراً من المفاوضات تطالب الوزيرة كل المجالس وكل الدول التي زارتها والتي ستزورها «استغلالاً للوقت» برعاية المفاوضات بحسن النية لمدة أخرى لا تزيد عن 6 أشهر!، والحق عندي أن هذا ما تريده أثيوبيا بالضبط وليس السودان ولا حتى مصر!.

إن 6 أشهر كافية تماماً لأن تنهي أديس أبابا الموضوع وتجلس للتفاوض بحسن نية!. ورداً على سؤال حول ما هو القرار الذي تتوقعه من الأمم المتحدة، قالت الوزيرة السودانية: نتوقع من مجلس الأمن الدولي إصدار تعليمات واضحة للدول الثلاث لاستئناف المفاوضات بحسن نية، وأن يتم الاتفاق بأقصى سرعة.. «بسيطة»!!، والواقع أنني أخشى أن تواصل الوزيرة السودانية، والوزير المصري جولاتهما «المضنية والطويلة»، فيما يتواصل الملء! بل أنه في جولة السيدة مريم الروسية، كانت تجتمع بوزير الخارجية فيما توقع أثيوبيا مع وفد عسكري روسي أكثر من اتفاقية!، صحيح أن الوزير شكري، يؤكد في كل مكان يتوجه اليه أن مصر «ستدافع» عن حقوق مواطنيها بكل الوسائل المتاحة، ويشدد على أن المفاوضات يجب أن تتم «في إطار زمني محدد» لكن «الشغل الأثيوبي» يمضي بوتيرة متسارعة تتجاوز سرعة كل الجولات وكل التصريحات المصرية والسودانية!، وبمعنى أوضح فإن «الشغل الأثيوبي في البناء وفي الملء وفي التشغيل» يتجاوز سرعة «الشغل الدبلوماسي المصري والسوداني في «الشرح والإقناع والمناشدة»! لقد قلنا بما فيه الكفاية، وشرحنا بما فيه الكفاية، وأقنعنا بما فيه الكفاية، وناشدنا بما فيه الكفاية، فيما لا تكف أثيوبيا عن العمل!، والعمل؟! أخشى أن يكون أو يدور حول مقولة «ليس في الإمكان أبدع مما كان»، وعلى النيل السلام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store