في وقت الأزمات والكوارث تبرز النوايا الحسنة وقدرة الدول الإيجابية على نجدة المحتاجين. والسعودية الدولة الإيجابية التي تقف في المقدمة للأعمال الخيرية بدون منة، وهذا من فضل الله أن يسَّر لأرض الحرمين الشريفين الإمكانات والقيادة الحكيمة التي لا تتوانى عن نجدة المحتاجين، حتى وهي في عز موسم الحج الذي يتطلب حشد كل الجهود لخدمة ضيوف الرحمن والحرص على سلامتهم وراحتهم لا تنسى البعيد الذي يستنجد بها.
جائحة كورونا أرهقت كل دول العالم واختبرت قدرات الدول ومدى استعدادها وتحملها للتصدي لوباء العصر، والسعودية كانت على الموعد لمواجهة الوباء محلياً ويمتد عونها خارج الحدود. تونس بلد متحضر ويستحق الدعم في كل الأحوال والعبرة هنا تعبر عن تداعي الجسم العربي في وقت الرخاء والشدة، ولو كان هذا الميثاق المقدس لربوع الوطن العربي من المحيط إلى الخليج لما بقي فقير ولا محتاج إلا ونال نصيبه من العناية ورفع العوز وجبر الخواطر ولمِّ الجراح بدلاً من التنافر ودس المكائد والتنافس في البغضاء.
أنتهز هذه الفرصة للتذكير بأن المنطقة العربية تتعرض لضغط عدواني شديد من بداية ما سمي بالربيع العربي في محاولة لتفتيت دولها وإعادة تشكيلها في صورة استعمارية وهيمنة جديدة من أجل ابتزاز قياداتها واستنزاف خيراتها وتشتيت شبابها حتى يبقوا كالأيتام على موائد اللئام. ما نراه في العراق واليمن ولبنان وسوريا وليبيا لا يسر أحداً ويهز الضمير العربي مهما اختلفت وجهات النظر ولن يتوقف بدون انتفاضة جادة ودعوة حقيقية لميثاق عربي مقدس تنطوي بين ثناياه كل هموم الأمة وتلم جراحها وتتصدى لخصومها بصوت واحد بعيدًا عن الخلافات التي لا تخدم إلا أعداء الأمة.
الجزيرة العربية والسعودية الحامية بعد الله لأرض الحرمين الشريفين مناط بها قدوة العالم الإسلامي تتشرف بخدمة الأماكن المقدسة بحزم وأمانة وإخلاص، وهذا ما يشهد به الواقع على مدار العام ويصل الذروة في مواسم الحج والعمرة في كل عام.
من هنا من مهبط الوحي انبثق نور الإسلام على يد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وانطلقت طلائع الدعوة من المدينة المنورة إلى أقطار العالم وعلى العهد تظل أرض الحرمين وقيادة العالم الإسلامي في أيدٍ أمينة تهب لنجدة المحتاجين متفانية في الحرص على تأمين الأمن والاستقرار بإذن الله تعالى.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
