Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قراءة في تجربة الحج هذا العام..!

A A
من تيسر له أداء فريضة الحج في هذا العام مر بتجربة فريدة خاصة إذا سبق له أن حج في الماضي. المشهد على وسائل الإعلام المرئية يُظهر مدى ما بُذل من تنظيم وتيسير وعناية خاصة بكل حجاج هذا العام الذين اقتصر السماح لهم من الداخل (ستون ألفاً) مواطنين ومقيمين حسب إجراءات صحية دقيقة. العدد حددته الجهات المسؤولة عن الحج وفق إجراءات احترازية في ظل جائحة كورونا ولم يكن هناك أي اعتراض على العدد وكيفية الاختيار لأن الهم الكبير الذي لا خلاف عليه كان سلامة الحجاج ومن يقوم على خدمتهم.

الخبرات المكتسبة من تجارب الماضي في إدارة الحشود في ظروف دقيقة محكومة زمنيًا ومكانيًا حسب سلسلة من المواقف والممارسات التعبدية يستوجب الوفاء بها لإتمام فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام.

في العام الماضي كان العدد عشرة آلاف وهذا العام ستة أضعاف ولا شك أن تراكم الخبرات يُستفاد منه للمستقبل عندما تنفرج الغمة وتزول جائحة كورونا وتعود مواسم الحج لوضعها الطبيعي بأعداد كبيرة. والخبرة التراكمية التي تمكنت منها المملكة في التسهيلات وإدارة الحشود والتوسعات والتطبيقات الجديدة التي توفرها تقنية المعلومات التي أحدثت نقلة نوعية على كل المستويات بفضل ريادة المملكة في مجال الاتصالات والتقنية مما وفر ميزات لم تكن موجودة من قبل تمنح قيمة مضافة لتسيير خدمة الحرمين الشريفين وتمكين الحجاج والمعتمرين من أداء نسكهم بيسر وسهولة، وبفضل من الله توفير وسائل الصحة والأمن والغذاء ونظافة المكان كما هو مطلوب.

أزمة جائحة كورونا عالمية والاحترازات ضرورة ملزمة لكل الدول والمجتمعات والمملكة تعاملت معها من البداية بحزم وعناية خاصة.

وعندما يكون الأمر محكوماً بالزمان والمكان تكون المسؤوليات أكبر وأدق ومن شهد موسم حج هذا العام والعام الماضي يدرك الجهود التي بُذلت لضمان سلامة الحجاج والعاملين من كل الأجهزة الحكومية في الأماكن المقدسة -الحرم المكي ومنى ومزدلفة وعرفة- والمدينة المنورة. والمراقب المنصف يدرك أيضاً التحسن المذهل في كل المجالات.. والأمل أن تزول جائحة كورونا ويبدأ الإعداد لحج العام القادم والاستفادة من الخبرات المكتسبة لصالح الحجاج والمعتمرين بإذن الله تعالى.

والسياسة التي تتبعها المملكة في إدارة شؤون الأماكن المقدسة تراعي مقدار الشرف العظيم المناط بالمملكة حكومة وشعبًا والمنظمات الدولية والأمة الإسلامية وعامة المسلمين يقدرون الجهود والتوجه السليم لتطوير وتوسيع كل المرافق في مكة المكرمة والمدينة المنورة وتقديم التسهيلات اللازمة من بداية استعداد الحاج والمعتمر لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام كما يجب.

وفي الختام حفظ الله أمن وأمان الحرمين الشريفين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store