Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

المرض المتفشي في العالم العربي...!

A A
المقصود هنا المرض السياسي وليس جائحة كورونا التي تضافرت الجهود الدولية والمختبرات العالمية لإيجاد لقاح يقضي على الفيروس وينقذ البشرية منه بعد أن بلغ عدد الوفيات الملايين والمصابين مئات الملايين.

المرض السياسي الذي تفشى في العالم العربي من النوع الذي عجزت العقول عن التصدي له بشكل فعال وما لم يوجد حل يوقف النزيف الحاصل بسبب ذلك المرض فإن شباب الأمة سيصبحون في خطر أشد ضراوة وحيرة. والعامل المشترك كما هو معروف تشتت الأفكار حول المنهج المطلوب اتباعه والقيادة التي يمكن أن تكون المنقذ. في النصف الثاني من القرن الماضي كانت إسرائيل من جلب كل المصائب للعالم العربي والإسلامي.

احتلت فلسطين وشردت أهلها وأشعلت الحروب في المنطقة ولازالت تمارس العبث. وحتى أهل فلسطين الصامدون في الداخل مزقت وحدتهم وجعلتهم شيعًا وانتماءات أفقدتهم بوصلة الطريق حتى أصبح البعض منهم يرون الأصدقاء أعداء والأعداء أصدقاء مع الأسف.

في عام 1979م ظهرت الخمينية وبدأت مشروعها في تصدير الثورة وبدأ فيروس الإرهاب يتقاطع مع ولاية الفقيه التي استحدثها الخميني وأتباعه وانتقلت العدوى لدول الجوار حتى أصبح ما يسمى بقوس الأزمات يهدد كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج وامتد للدول الإسلامية مثل الباكستان وأفغانستان وأندونيسيا وغيرها والهدف الهيمنة وضرب قلب العالم الإسلام في منبعه الأصلي في أرض الحرمين الشريفين.

ظهرت الصحوة التي لم تكن بعيدة عن محاولة إشغال الأمة حتى تتمكن إيران من زرع أذرعتها وتمكين وجودها في العراق ولبنان وسوريا واليمن والهدف تطويق قلب الإسلام أرض الحرمين الشريفين.

المملكة العربية السعودية بحول الله وقوته تصدت للمد الإيراني بداية باستيعاب أبناء الشيعة المتواجدين في دول الخليج وتلبية مطالبهم ومخاطبة عقول الحكماء منهم المؤثرين في توجيه الرأي حتى أصبح الخيار واضحاً بالمقارنة بين ما هو موجود في وطنهم وبين البؤس الظاهر في إيران والدول التي انزلقت وراء السراب الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والواقع في تلك الدول يتحدث عن حال أهلها وما آلت اليه من فوضى وانعدام الأمن والاستقرار.

الدول الكبرى تتعامل بسياسة ميكافيلية ماكرة من أجل تحقيق مكاسب أكبر من خيرات المنطقة متبعة مبدأ فرق تسد. فهم يعرفون أن إيران دولة مارقة تدعم الإرهاب وتهدد السلم العالمي ويعلمون أيضًا أنها تعمل بجدية على امتلاك السلاح النووي الذي يهدد وجوده في أيدي دول مارقة السلم العالمي وستصل أضرارها كل دول العالم بما في ذلك الدول التي تتماهى مع التوجهات الإيرانية ورغم ذلك لا يوجد حسم وجدية في التعامل معها.

العقل العربي أصبح مشتتاً.. دول مهددة من الداخل والخارج وجامعة عربية تحتضر ونخب سياسية في كومة وشباب يهدد حياتهم مأزق الحيرة ومغريات التقنية الحديثة التي أصبحت تتجاذبهم بين الثوابت والشكوك في الموروث. مناهج التعليم تعرضت لتطورات تحت ضغوط التقنية الحديثة والتجاذبات السياسية ولكنها حسب رأي المختصين لازالت تميل إلى الثبات على المنهج التقليدي ومازالت محكومة بالتوجهات السياسية لكل دولة من الدول العربية.

الإعلام العربي الحاضر الغائب ترك الساحة للسوشال ميديا في ميدان مفتوح بدون ضوابط ومصداقية مرجعية ومصادر موثوقة.

وأخيرًا مع تزامن الأزمات مع وباء عالمي تزداد حدة المرض السياسي الذي يعاني منه العالم. العربي..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store