Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الاحتفال بالعام الهجري الجديد

A A
استشرافًا لما قد يحصل في العام الجديد فإن الأزمات التي تجتاح العالم من المتوقع لها أن تستمر لأن هناك قرارًا قياديًا على مستوى العالم، ولكنه في بعض المناطق أكثر عمقًا الأمر الذي خلق أجواءً من الفوضى وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص المتضرر الأكبر من بداية القرن الحادي والعشرين والمعاناة مستمرة، دول على حافة الانهيار ومجتمعات تعاني الفقر والمرض وعدم الاستقرار، واقتصاد يعجز عن الاستجابة للحد الأدنى لمتطلبات الحياة، لبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا ولحقت بهم تونس في شهر يوليو الماضي.. ووباء كورونا يضغط على تعقيد معاناة المجتمعات.

والعام الهجري الذي يستقبله العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص له عمق في وجدان الأمة العربية جدير بالاهتمام والاحتفال حتى لا تنسى الأجيال معجزة التاريخ الهجري الإلهية التي غيرت العالم ويتم قلب الصفحة والتركيز على الاحتفالات برأس السنة الميلادية التي لها مكانة في تاريخ الإنسانية، ولكنه حري بالمجتمعات العربية والإسلامية أن تعلم أجيالها أهمية التاريخ الهجري وضرورة التمسك به وبكل معانيه العميقة في وجدان الإسلام والمسلمين لأنه كان بداية رسالة وتكوين مجد أمة وبناء حضارة إسلامية متكاملة الأركان منذ 1400 سنة وهي تضع بصماتها على حياة الإنسان وتغير المجتمعات وتطور الحضارة.

إن أهمية التركيز على العام الهجري تمليها الظروف السائدة التي أصبحت تهدد الثوابت بمغريات الثورة التقنية وقوة الإعلام الخارجي في وسائل السوشال ميديا التي أصبحت مرافقًا لكل إنسان في العصر الحديث أشغلت الأسر عن بعضها وأربكت المجتمعات في حياتها الخاصة والعامة وأصبحت تضع علامات استفهام كبيرة على كل ما عرفه الإنسان قبل قرن من الزمان.

تتعدد القراءات والرؤى والمحاولات للبحث عن الخروج للواقع الأليم الذي تعيشه الأمة العربية ولكن مع الأسف لا يوجد خطة طريق شمولية متفق عليها وكأن تشكيلة الخارطة العربية والإسلامية أصبحت جزرًا افتراضية منفصلة عن بعضها، ضعفت الروابط فيما بينها واستقوت عليها هجمات التدخلات الخارجية لتمزق نسيج الكيانات العربية وتعيد تكييفها في صورة تخدم مصالح الغير بدون اكتراث لمصلحة أمة لها عمق في التاريخ ومشاركات إنسانية عميقة في ظل الإسلام العظيم ولابد من الاعتراف بأن الثورة الصناعية العظمى قد غيرت مجرى التاريخ بداية بثورة البخار في القرن السابع عشر إلى ثورة تقنية المعلومات التي يعيشها العالم في هذا الزمن.

وفي الختام سؤال يلامس وجدان العالم الإسلامي هل نحن نحتفل بالسنة الهجرية الجديدة بما يليق بتاريخ الأمة الإسلامية؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store