Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

المرأة المحادّة بين التشريع والممارسة

A A
رغم أن العلماء الأفاضل أوضحوا في كثير من لقاءاتهم المتلفزة خلال إجاباتهم على أسئلة المستفتيات حول عدة المرأة، إلا أن النساء لهن ممارسات خاصة بالنسبة للمعتدة، تحتكم إلى العادة وإلى الممارسات التي كانت تحرم كل شيء على المرأة التي توفي زوجها ودخلت منطقة الحداد أو العدة المحفوفة بالكثير والكثير من المحظورات، وكأنها نوع من الوأد أو القتل البطيء للمعتدة.

في لقاء تلفزيوني مع الشيخ عبد العزيز الفوزان طرح المذيع عليه سؤال إحدى المتصلات التي سألت عن المرأة التي توفي عنها زوجها هل تخرج لقضاء حوائجها، فكانت هذه الإجابة نصياً كما وردت على لسان الشيخ: الصحيح من أقوال العلماء أن المرأة المحادة على زوجها الميّت يحرم عليها استعمال الزينة كالتطيب والاكتحال ولبس ثياب المناسبات أي لباس الزينة المعتاد ويلزمها أن تبيت في بيتها في الليل، أما في النهار وأول الليل في غير وقت النوم فلها أن تخرج حيث شاءت لحاجة أو غير حاجة بل لها يا أخي أن تذهب للنزهة وتذهب للسوق وتذهب للحدائق العامة اذا كانت مع أهلها وتريد أن تتفسح معهم لها أن تذهب للسوق لشراء حاجاتها، حتى لو وجد من يخدمها تذهب تزور صويحباتها وجاراتها لا حرج في هذا، إذن في النهار لها أن تذهب حيث شاءت»، سأل المذيع حتى وقت الغروب؟ أجابه حتى وقت النوم!.

الواجب عليها أمران: تجنب الزينة، وألا تبيت ليلاً إلا في المنزل، أما في النهار وأول الليل فلها أن تذهب حيث شاءت؛ تعود مريضاً أو تذهب للبيع والشراء، أو كانت معلمة أو موظفة، تذهب من أجل العلاج. يقول أيضاً مؤكداً «عدم وجود دليل صحيح صريح يمنع خروج المرأة المحادة نهاراً، الأدلة التي جاءت في وجوب المبيت ليلاً في بيتها فقط «، أردت نقلها كاملة.

إذن ما هذا الذي تقوله النساء للمعتدة أو المحادّة؟! ربما الآن لم يعد ما يحمل اسما مذكراً محرماً على المرأة كما هو الوضع سابقاً حيث كانت لا تخرج إلى سطح المنزل حتى لا يراها القمر، ولا تستخدم الإبريق لأنه مذكر والمغراف أيضا، لا تتحدث إلى غير محرم، حتى لو كان للضرورة هاتفياً مثلاً، ولا تذهب إلى بيت الله للصلاة أو لأداء العمرة، ولا تخرج من بيتها ليلاً أو نهاراً!

منذ سنوات حصل تطور طفيف حيث تم إلغاء تحريم الأشياء المذكرة كالقمر وغيره، لكن ظل وضع السجن المنزلي للمعتدة سارياً، حتى أن الموظفة المعتدة في التعليم تمنح إجازة مدفوعة أربعة أشهر وعشرة أيام تحتسب من وفاة الزوج حتى انتهاء العدة مما رسخ فكرة عدم خروج المعتدة من بيتها مهما كان الظرف أو الحاجة!.

ساهمت الداعيات في تكريس تلك الممارسات كي تحظى المعتدة بدخول الجنة، كما أن تخويف النساء من عدم الالتزام بقواعد العدة يصل إلى مستوى أن المعتدة مهما التزمت لا بد من مرورها بنار جهنم، لا أعرف من أين أتوا بهذا التقرير الذي أصبحت النساء تحفظه عن ظهر قلب، فتفاجأ عندما تحاول تصحيح فكرة العدة وأنها تنحصر في عدم المبيت خارج بيتها وعدم وضع الزينة بأنواعها، كما وضح الشيخ الفوزان، بانفعال النساء وحث المعتدة على عدم الخروج خارج البيت طول فترة العدة، ولبس الألوان الغامقة كالأسود والرمادي في المنزل بطبيعة الحال، ثم اخترعوا تحديد يوم في الأسبوع لتسلية المعتدة تتجمع فيه النساء وتُمد أطباق الطعام والقيل والقال، أما عند خروجها من العدة فحدث ولا حرج عن حفلات الاستقبال بعضها طربية وكأنها عروس تخرج من بيتها لأول مرة لا امرأة فقدت زوجها!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store