يَوميّات السّعَادَة لَا يُملّ ولَا يُشبع مِنهَا، مِن هُنَا إليكُم هَذه الجُرْعَة مِن مَفَاهيم السّعَادَة، لَعلّها تُعين تَعيساً ليخرج مِن تَعاسته، أو تُسعد شَقيًّا ليُطلِّق شَقاءه بالثَّلاث:
(الأحد)
سُئل حَكيم يُونَاني: (هَل الإنسَان السَّعيد؛ هو الذي يَنال كُلّ مَا يَرغب فِيهِ)؟ فأجَاب قَائلاً: (بَل الأسعَد هو الذي يَقنع بمَا عِنده)..!
(الاثنين)
قِيل لأحَد الأُدبَاء: (مَن هو السَّعيد)؟ فقَال: (هو مَن يُشْعِر كُلّ مَن حَوله بأنَّه أغنَى مِنهم، وإنْ لَم يَكُن كَذلك)..!
(الثلاثاء)
هُنَاك مَن يَرى مُقَاومة التَّعَاسَة سَعَادَة، ومِنهم ذَلك الحَكيم الذي سُئِلَ عَن مُواصَفَات السَّعيد، فقَال: (هو مَن يُقاوم الفَقْر والمَصَائِب بشَجاعة، وقَنَاعَة وسرُور)..!
(الأربعاء)
قَد يَظنّ مَن يَستخدمون «الكَيف»، أنَّ سَعادتهم أصليّة، ومَا عَلِمُوا أنَّها سَعَادَة مُستأجرة مُؤقَّتة، لَا قِيمَة لَهَا، وفي ذَلك يَقول «أمين الغريب»: (كُلّ سَعَادَة آتيَة مِن خَارج الجِسم، هي وَهْمٌ بَاطِل، لَا يَلبث أنْ يَنقشع ويَزول)..!
(الخميس)
سُئل «يحيى بن خالد»: (مََا السَّعَادَة)؟ فقَال: (سَلَامة الخِلْقَة، وجَودة الحِفْظ، وذَكَاء العَقل، والتأنّي في المَطلوبَات)..!
(الجمعة)
هَل السّعادة في امتلَاك الأشيَاء.. أَم في الزُّهد فِيهَا؟ هَذا سُؤال لَا يُجيب عَنه إلَّا الفيلسوف «أبيكتيت»، حَيثُ يَقول: (إنَّ السَّعَادَة لَا تَكون في الحصُول عَلى الشّيء؛ والسّرور بِهِ، ولَكن في عَدم تَمنِّي الحصُول عَليه)..!
(السبت)
الحَكيم «غَاندي» فِعلاً رَجُل حَكيم، لأنَّه قَال: (تَتوقَّف السَّعَادة عَلى مَا تَستطيع إعطَائه، لَا مَا تَستطيع الحصُول عَليه)..!!!