Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريــف قنديل

مصر قمر افريقيا

A A
لا أخفي غبطتي بما ورد في التقرير المصري الرسمي، الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات والذي يؤكد حقيقة «التقدم» في العلاقات المصرية – الأفريقية، على مدار الفترة الماضية.

وبعيدا عن عدد الاتفاقات والمذكرات الموقعة على الأصعدة السياسية والاقتصادية، وقريبا منها أيضا فإن التحركات المصرية في أنحاء القارة يشي بثمة علاج شامل لهذه العلاقات التي اصابها الكثير من الترهل خلال العقود الأخيرة.

والواقع أن الأرض الافريقية من شمالها لجنوبها ومن شرقها الي غربها، تتوق لأي بذور مصرية تعيد أشجار العلاقات التي كانت وارفة، قبل أن يصيبها ما أصابها، وقبل أن يشعر بعض الأفارقة أن القاهرة أعطت ظهرها لهم.

ووفقا لما ورد في التقرير فقد أظهرت السياسة الخارجية المصرية اهتماماً لافتاً بالقارة الأفريقية، تنامى مع تولي القاهرة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي عام 2019 لمدة عام، وهو ما عبر عنه الزميل ضياء رشوان، رئيس الهيئة قائلا إن علاقات بين مصر وأفريقيا تشهد تقدماً متواصلاً في كل المجالات.

في ضوء ذلك، أتوقع بل أعتقد أن أزمة سد اثيوبيا حفزت وتحفز مصر على المزيد من السعي نحو القارة كلها وليس حوض النيل فقط، ويدفعني ذلك أيضا للمطالبة باستمرار هذه الزخم بعد انتهاء الرئاسة الدورية المصرية للاتحاد الافريقي، باعتبار أن الأمر ليس مجرد مناسبة وانتهت، أو مهرجان وانفض! أدرك أن المسألة مهمة على الجانب الاقتصادي، خاصة مع سعي الوزارات المعنية بالتجارة والاستثمار في الترويج للمصنوعات والمنتجات المصرية، لكني أدرك كذلك، أن الأمر يتجاوز مسائل الربح التجاري المحض، الي ربح سياسي، وثقافي، وانساني، يعيد ما انقطع أو ترهل، ويدفع بمصر للريادة من جديد، وفي كل المجالات.

كان رشوان، يتحدث عن أهمية تفعيل مبادرة مشروع «قمر التنمية الأفريقي»، حيث نظّمت وكالة الفضاء المصرية فعاليات الدورة التدريبية للدول الأفريقية الخمس المشاركة في المبادرة، وهي: غانا ونيجيريا وكينيا والسودان وأوغندا، وكنت أطالبه، وأطالب المعنيين بتفعيل قمر التنمية الاعلامية، وأقمار التنمية البشرية، والتعليمية، والثقافية.. صقلا وتدريبا وتأهيلا، وتفاعلا.. هذا ما يليق الآن بمصر باعتبارها قمر افريقيا المضيء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store